الخبر من زاوية أخرى

موتمر البام.. الحزب يدخل “مجهول” القيادة الجماعية

موتمر البام.. الحزب يدخل “مجهول” القيادة الجماعية
مصطفى الفنمصطفى الفن

نحن الآن، على بعد، أقل من ساعة ربما، على انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة..

لكن لازال المنتسبون ل”حزب الدولة” ينتظرون “المجهول”..

و”المجهول” هنا هو هذه “البدعة غير الحسنة” التي أسماها البعض “قيادة ثلاثية” أو “قيادة جماعية” هي أشبه ربما ب”مجلس ثورة” ضل الطريق نحو “الشجاعة السياسية”..

وفعلا إن الأمر كذلك خاصة عندما كادت “السيدة الرئيسة” أن تقول في ندائها رقم واحد أو البيان رقم واحد:

“أيها المناضلون، أيتها المناضلات.. فاطمة الزهراء تخاطبكم”..

ثم ما معنى تدبير حزب واحد من طرف أكثر من ثلاثة أشخاص بعضهم كان يحلم ربما بالعيش في إسرائيل حتى لا أقول أشياء أخرى؟

هذا له معنى واحد وهو أن هذا الحزب لم يستطع، طيلة أكثر من 15 سنة من التواجد في الساحة السياسية، أن ينجب ولو شخص واحد تتوفر فيه “الشروط” لقيادة حزب سياسي فيه كثير من “أولاد الناس” ومن القادة ومن القياديين..

شخصيا، لا أرى في “القيادة الجماعية” بعض “الإبداع” بقدر ما هو مأزق سياسي وأخلاقي يكاد يبعث برسالة “مشوشة” وربما بهذا المضمون أيضا:

“لقد اخترنا أن ندبر البام بتركيبة ثلاثية لأن الحزب أصلا له أمين عام قار ودائم يسيره من الخارج..!”..

ومع ذلك، يبقى “انتخاب” عام أو التوافق على قيادة جماعية هو شأن داخلي يهم الحزب وأبناءه ومناضليه..

لكن على بعض عناصر هذه التركيبة الثلاثية أن يعترفوا بأنهم كانوا ضد طرد خلية الإيسكوبار المالي من الحزب..

بل إنهم هم الذين رجحوا الكفة لتتغول هذه الخلية..

طبعا، لن أتحدث عن الأمين العام الحالي ولا عن حصيلته طالما أن الرجل “انتخب” في سياق خاص وبرهانات أخرى تتجاوز ربما رهان الحصيلة..

وظني، ولو أن بعض الظن إثم، أن الرجل لعب دورا سياسيا ليس من الموقع الوزاري فقط وإنما حتى من موقع رئاسة حزب كان ربما أقرب إلى “الجهاز” ولم يكن يشبه بقية الأحزاب في أي شيء.