عندما تزكي “الهاكا” الانحراف..
ماذا يعني أن تقوم الهيئة العليا للسمعي البصري المعروفة اختصارا ب”الهاكا” بحفظ قرابة 200 شكاية في قضية “الرابور” المعلوم؟..
هذا معناه ربما أن هذه الهيئة، المسؤولة أمام الملك وأمام أمير المؤمنين، لم تعد تستحي..
ولم تعد تسمع..
ولم تعد تبصر أي شيء..
وربما حصل هذا “الانحراف” لأن البعض أصبح يعتقد أن “قلة العراض” هي أيضا “وجهة نظر” طالما أنها تجاوزت الواقع..
وأعترف أني مازلت جد مصدوم من قرار “الهاكا” الذي قضى بحفظ هذه الشكايات بمبررات متهافتة وغير مقنعة وربما ماسة حتى بالمشترك القيمي والوطني..
وقع هذا في وقت كان على “حكماء” الهاكا، الذين يتقاضون أجورا سمينة، أن يتصدون تلقائيا لذلك “الانحراف” الذي بث على شاشة قناة عمومية ممولة من جيوب دافعي الضرائب..
فأن نربي ناشئتنا وأطفالنا على “قلة الحيا” ومن المال العام..
وأن نربيهم على استهلاك الكلام البذيء، فنحن هنا، والحالة هذه” أمام ربما ما يشبه “فساد” الملح..
وكم آلمني أكثر أن توقع هذا القرار “المنحرف” امرأة مغربية محترمة و”مفروض” أنها أم وأنها تخاف على أطفالها وعلى أطفال المغاربة من حياة “البيران”..
صحيح أن قرار “الهاكا” هو ربما قرار بمضمون سياسي قد يكون “ساير” ضغطا من خارج “الهاكا” نفسها..
لكن علينا ألا ننسى أبدا أن طريق “الحشيش” و”الغبرة” وترميز نجومها هو طريق غير سالك ومدمر للشباب وللأوطان أيضا.