الخبر من زاوية أخرى

قضية التطبيع.. لا تنتظروا من البيجيدي موقفا يتماهى مع الدولة أو موقفا يعلن الحرب عليها

قضية التطبيع.. لا تنتظروا من البيجيدي موقفا يتماهى مع الدولة أو موقفا يعلن الحرب عليها
آذارآذار

اتفقنا أو اختلفنا مع البيجيدي إلا أن بلاغ الحزب “الإسلامي”، حول القرار السيادي المغربي المتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيه الكثير من السياسة ومن النضج ومن الحرفية ومن “الطرز” أيضا..

أقول هذا لأن الأمر لا يتعلق بحزب سياسي عادي يشبه بقية الأحزاب وإنما الأمر يتعلق بحزب بنى جزءا معتبرا من مرجعيته ومن شرعيته ومن تاريخه على القضية الفلسطينية وعلى مقاومة التطبيع..

وكم هو مخطئ من كان ينتظر أن يصدر هذا الحزب موقفا متماهيا في كل شيء مع الدولة في قضية التطبيع غير الذي صدر:

الحزب معبأ وراء الملك محمد السادس ويدعم جميع مبادراته سواء لفائدة قضية الصحراء المغربية أو لفائدة القضية الفلسطينية باعتباره رئيس لجنة القدس.

لكن في الوقت نفسه لم يفت الحزب أن يذكر بما أسماه “الموقف الثابت من التطبيع ومن الكيان الصهيوني”.

وكم هم مخطئون أيضا أولئك الذين كانوا ينتظرون أن يعلن البيحيدي الحرب على الدولة وعلى مؤسساتها وعلى رموزها وعلى كل شيء يتحرك فوق الأرض.

وأنا أتفهم أن تخرج بعض الأصوات لتنتقد البيجيدي فقط لأن هذا الحزب حافظ على التوازن المطلوب في قضية شديدة الحساسية مثل التطبيع مع إسرائيل.

لكني لا أتفهم كيف أن بعض الأصوات داخل العدالة والتنمية ولو أنها محدودة جدا ذهبت بعيدا وشرعت في طرح تساؤلات حول مدى “دستورية” هذا القرار  الداعي الى تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب.

يا ناس، البيجيدي فاعل سياسي بمسار خاص وبهوية خاصة وبمرجعية خاصة، وصوت العقل يفرض أن نساعد هذا الفاعل على مزيد من الانفتاح لا أن ندفعه الى مزيد من التطرف..