الخبر من زاوية أخرى

حتى لا يظلم الشاب أمين مرتين..

حتى لا يظلم الشاب أمين مرتين..
مصطفى الفنمصطفى الفن

قبل ستة أشهر، كتب عبد ربه تدوينة قصيرة حول ما جرى داخل مالية وحساب الودائع بهيئة المحامين بالدار البيضاء..

وما جرى كان ربما أقرب إلى “انفلات” حقيقي..

حصل هذا حتى أن عضوا بمجلس هذه الهيئة الموقرة “سطا” على ودائع فاقت 100 مليون سنتيم..

بل هناك من تحدث، وقتها، عن خيانة الثقة..

وأيضا عن اختلاق وقائع..

وعن تزوير وثائق..

وعن سحب وديعة واحدة أكثر من مرة..

وهناك من تحدث أيضا حتى عن شركاء مفترضين للمتهم في هذه القضية..

وكان من الممكن ألا ينكشف هذا المصاب الجلل ولولا الصدفة و”لولا الظروف” ولولا اتصال “عرضي” مع البنك..

كما أتذكر أيضا أن السيد النقيب تفاعل، وقتها، إيجابا مع كاتب هذه السطور ووعد بأن القانون سيأخذ مجراه..

لكن لا شيء من هذا حدث..

بل إن العكس هو الذي حدث..

وفعلا فقد اجتمع مجلس الهيئة، بداية هذا الأسبوع في جلسة خاصة، لكن ليس لتطبيق القانون والانتصار للقانون..

والحقيقة أن مجلس الهيئة اجتمع بهدف واحد لا ثاني له وهو الدوس على القانون وتكريس المحاباة وترسيخ قانون الكيل بمكيالين..

حصل هذا رغم خطورة الأفعال..

وحصل هذا رغم خطورة التهم والتي تبدأ من خيانة الأمانة إلى التزوير مرورا بخيانة الثقة والسرقة والاختلاس والغدر من موقع المسؤلية..

وحصل هذا رغم أن النيابة العامة دخلت ربما على الخط وأحالت الملف على ضباط الفرقة الولائية..

شخصيا ذهلت عندما علمت أيضا أن بعض “الحكماء” في المجلس التمسوا البراءة للمعني بالأمر خاصة بعد اختفاء وثائق هذا الملف في ظروف غامضة..

وأنا لا أذكر بكل هذا لأن توقيف سنة حكم غير قاس ضد المعني بالأمر..

نعم إنه حكم قاس على المستوى الأخلاقي والرمزي والمهني..

لكن إذا كان صاحب هذه الجبال من الجرائم لم يستحق سوى سنة توقيف..

فلم “استحق” المحامي الشاب أمين نصر الله حكما ب”الإعدام” في قضية ليس فيها سوى السب والشتم وإذا ما صح ذلك؟!..

مالكم كيف تحكمون؟!..

وهذه مناسبة لأقول أيضا:

نعم، هيئة المحامين بالدار البيضاء ظلمت أمين نصر الله ظلما شديدا..

وتزداد رقعة الإحساس بالظلم وب”الحكرة” إذا ما قورن ملف أمين بملف هذا الذي سطا على ودائع الناس وعلى أموال الهيئة..

ومع ذلك، تبقى ثقتنا ويبقى أملنا كبيرا في القضاء لعله ينصف أمين لأن هذا الشاب، ومهما اختلفنا معه، فهو مكسب كبير للمهنة..

وهو أيضا واحد من الشباب الذين يرسمون صورة مشرقة عن شباب الوطن..