هكذا انهزم الجيش الذي لا يقهر..
إنها الحرب..
وفي هذه الحرب بين طرفين غير متكافئين، من العادي جدا أن تقصف إصراااائيييل ما تشاء من منشآت ومن أهداف عسكرية أو غير عسكرية في إيران وفي غير إيران..
وفي هذه الحرب أيضا من العادي جدا أن تقتتل إصرااااائيييل من تشاء ومتى تشاء وكيف تشاء من “أعدائها” بالحرفية وبالدقة اللازمة..
بل علينا ألا نستغرب حتى لو حولت إصراااائييل كل شيء في إيراااان إلى رماد..
كل هذا يبقى في حكم العادي جدا جدا..
لماذا؟
بكل بساطة لأننا أمام كيان قوي و”دولة” نووية ومدعومة “تقريبا” من كل دول العالم..
ولأننا أيضا أمام كيان بجيش لا يقهر وله سوابق كثيرة في التطهير العرقي وفي جرائم الحروب..
وأمام كيان يمتلك أخطر وأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة..
وأمام كيان قادر على الضرب وعلى القتتل وعلى البطش في كل مكان دون أن يخشى العقاب طالما أن أمريكا معه!..
لكن غير العادي وغير الطبيعي الذي حصل ليلة أمس هو هذا “الإذلال الكبير” الذي عاشته “إصراااائيل” في يوم مشهود وغير مسبوق وهو بحق يوم من أيام الله..
وفعلا، لقد هيمن الرعب وهيمن الذعر في دولة الاحتلاااال..
وخلت الشوارع والأزقة من المارة..
وتعطلت الحركة..
وتعطلت المطارات..
وتعطلت الحياة..
وفر ملايين المستوطنين من “شعب الله المختار” إلى الملاجئ والمخابئ مثلما تفر الفئران عندما تسمع مواء القط.
وربما يمكن القول أيضا إن ما جرى ليلة أمس يتجاوز “الإهانة الكبرى” ليصل إلى المس بكبرياء كيان وبهيبة كيان أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السلم العالمي..
نعم إن الأمر بهذه الأبعاد كلها حتى لا أقول إن ما جرى هو نهاية مرحلة وبداية أخرى في مسار “الدولة المارقة”..
بل إن كثيرين لم يصدقوا وهم يرون كيف تحول بيت الكيان إلى مجرد بيت عنكبوت عندما شرعت الصواريخ الباليستية الفارسية تنزل على تل ابيب وعلى كل مكان في إصراااااائيل مثل التبروري..
صديقي وزميلي مصطفى بن الراضي لخص هذا المشهد في عبارة جامعة مانعة هذا نصها:
“لو حدثك أحد، قبل عامين، عن احتمال شن هجوم بصواريخ باليستية على إصراااااائيييل، لسقطت أرضا من شدة الضحك.. الآن تتابع ذلك على الهواء مباشرة”..
إذن ما قيمة أن ينتصر الكيان، فيما بعد، أو يقااااتل إيراااان في قرى محصنة ومن وراء جدر؟..
كل هذا لا قيمة له أمام هول ما حدث.