البيجيدي والبام.. هل حان وقت التحالف ؟
هل طوى البيجدي صفحة تقليص المشاركة الانتخابية في الاستحقاقات القادمة المرتقبة سنة 2021؟
يبدو أن الأمر يكاد يكون كذلك.
وهذا ما يمكن استنتاجه من قراءة مضامين بلاغ الأمانة العامة الذي صدر عقب الاجتماع الشهري ليوم السبت المنصرم.
وربما لهذا السبب بالتحديد لم يتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع الشهري هذه النقطة المتعلق بالتقليص الذاتي، التي أثارت جدلا واسعا داخل البيجيدي وحتى خارجه.فهل كان الهدف من إثارة هذا النقاش هو تصدير أزمة داخلية بهذا النوع من المواضيع “الشعبوية” أو أن الهدف كان هو دق طبول “حملة انتخابية” سابقة لأوانها أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تسويقا لهزيمة منتظرة على أساس أنها انتصار؟
كل هذه الأسئلة حضرت بقوة في حديث ودي مطول جمعني أمس مع الصديق عبد اللطيف وهبي الأمين العام للأصالة والمعاصرة.
أقول هذا ولو أن وهبي يرى أن موضوع تقليص المشاركة الانتخابية يبقى نقاشا داخليا يهم البيجيدي لوحده.
وفعلا إن الأمر كذلك لأنه من المستبعد جدا أن تتحمل أي جهة في الدولة، بمن في ذلك بعض الجهات العليا، التكلفة الثقيلة لهذا الطلب.
لكن وهبي يطرح سؤالا آخر: لماذا لا يفكر البيجيدي في تنزيل هذا القرار بآلية سياسية أخرى تعطي بعض المصداقية للعمل السياسي والحزبي ليكون الأفق هو تحصين التجربة الديمقراطية بالبلد.
أما مصدر آخر من البيجيدي فذهب أبعد من ذلك وقال لموقع “آذار”: “فعوض أن ندفع في اتجاه تقليص مشاركتنا الانتخابية، لماذا لا نعلن تحالفات انتخابية حزبية مسبقة، أي حتى قبل موعد الانتخابات وإعلان النتائج؟”.
مصدر الموقع يلمح أيضا في هذا الاتجاه الى إمكانية التحالف مع حزب البام في نسخة وهبي الذي يخوض حاليا معركة تطبيع “حزب الدولة” مع المجتمع ومع المشهد السياسي ومع الإسلاميين أيضا.
بقي فقط أن أقول إن السياسة ليس هي فن الممكن فقط.
السياسة هي أيضا فن التنازل.فهل حان وقت تقديم التنازلات ليكون البيحدي والبام في تحالف حزبي واحد يفرضه السياق الحالي لمواجهة ما هو آت؟
مجرد سؤال لا غير لأن الغيب يعلمه الله.