; هكذا يرى الخمليشي الجهاد والاجتهاد والخلط بين الدين والسياسة – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

هكذا يرى الخمليشي الجهاد والاجتهاد والخلط بين الدين والسياسة

Avatarمريم مرغيش

توقف أحمد الخمليشي العالم والمفكر ومدير دار الحديث الحسنية في هذا الجزء الثاني من حواره مع موقع "آذار" عند ضرورة تحديد مفهوم الاجتهاد الذي يدعو البعض مأسسته، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إلى هذا الأمر مرتبط أساسا بنوع الاجتهاد وبنتائج كل رأي.

وتساءل الخمليشي قائلا في هذا المنحى "ثم ما معنى ترك الاجتهاد لكل واحد؟ وما هي النتيجة التي يمكن تحصيلها وراء ذلك؟

وحول ما إذا كان الخلط بين الدين والسياسية سببا من أسباب ظاهرة التكفير، قال الخمليشي "إن المشكل في الفكر الإنساني. ولو فكرنا في ملابسات الواقع الذي نعيشه ما كنا لنصل إلى ما نحن عليه".

 

الحلقة الثانية

 

 

-على مستوى الاجتهادات، هل تؤيدون فكرة وضع مؤسسة اجتهاد أحادية أم ترك باب الاجتهاد مفتوحا؟

هذا مرتبط بالأساس بنوع الاجتهاد وبنتائج كل رأي. فما معنى ترك الاجتهاد لكل واحد؟ ما هي النتيجة التي يمكن تحصيلها وراء ذلك؟ على الفرد أن يفكر في النتائج قبل الإقدام على تطبيق فكرته على أرض الواقع.

 

-هل هذا يعني أن العالم العربي فشل في بناء الدولة ومؤسساتها؟

الواقع يجيب على كل هذه الأسئلة.

 

-في نظركم، من هو المخول اليوم لتأسيس هذا التصور الجديد؟

يظهر لي أن الأمر مرتبط بالمجتمع وبالظروف التي يعيشها لا برأي كل فرد لوحده. وإلا لماذا وجد الرأي الجمعي؟ لنحدد النتيجة والمآل الذي يمكن أن نصل إليه باتباع كل اتجاه.

 

-ولكن، اليوم توجد مجموعة من المنظمات والمؤسسات التي تصدر فتاوى سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، لماذا لا تسمع آراء هؤلاء؟

أولا يجب أن نسأل، هذه المؤسسات كيف تكونت؟ هل الناس راضين عنها أن تكون هي الناطقة باسمهم أم لا؟

 

-هل الانتخابات ممكن أن تحل لنا هذا المشكل؟

هنا أيضا يجب أن نتساءل، ما هي طريقة الانتخاب التي يجب اعتمادها؟ هل توجد طريقة واحدة؟ من سيشارك في هذه الانتخابات؟ ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في المنتخب؟

يجب أن نبتعد عن العموميات ونفكر في الأساس الذي يجب أن تقوم عليه هذه الانتخابات. ومصداقية المؤسسات مرتبطة بالتوافق سواء عن طريق الانتخاب أو عدمه. القضية هي مجرد توافق الناس في تنظيم حياتهم في فترة زمنية معينة لا أقل ولا أكثر.

 والتوافق لا يمكن أن يكون دون وعي، لهذا يجب أن نسعى إلى بناء هذا الوعي لأنه هو الذي يؤهل الإنسان ليدرك مصلحته.

 

-بالعودة إلى نقطة التكوين، تعرفون أن المغرب أسس مؤسسات تسعى إلى محاربة التطرف من خلال التكوين الديني الذي تقدمه ليس فقط للمغاربة وإنما للأجانب كذلك. هل نموذج المغرب في التدين له قابلية للاستمرار والتأثير في أوربا؟

في الحقيقة لا أملك معطيات ملموسة حول الذين يذهبون إلى فرنسا أو بلجيكا في مهمات الوعظ والإرشاد. وبالتالي لا يمكن أن أتحدث في العموميات هكذا. المهم هو ما يتم تقديمه من مضمون فعلي وليس بالعموميات.

 

-دار الحديث الحسنية جزء من النموذج المغربي الذي يتم تسويقه، ما هي النتائج الملموسة التي حققتها المؤسسة؟

دار الحديث الحسنية هي مؤسسة للتعليم العالي الإسلامي، نتائجها مرتبطة بالواقع المغربي ككل بل وخارجه. فهي ليست منعزلة عما يحدث بالعالم ولا تعيش أو تمارس مهمة التكوين لوحدها. إنها مؤسسة تتأثر وتؤثر. وبالنسبة إلى الإصلاحات التي عرفتها هذه المؤسسة من حيث مضامينها فيجب أن ننتظر النتائج، ووقتها يمكن أن نقيم هذه الإصلاحات.

 

-وما هو تعليقكم على قرار فرنسا القاضي بالتراجع عن إرسال الأئمة من أجل التكوين داخل المغرب بعد تفجيرات باريس؟

هذه المسائل مرتبطة بمجموعة من الأسباب وبمسببات كثيرة، منها الرأي العام، واقع فرنسا، المكونين أنفسهم الذين عادوا إلى فرنسا… وبالتالي فدواعي هذا القرار متنوعة ولا يمكن اختصارها في تفجيرات فرنسا. ربما لا أثر لها إلا من حيث التزامن.

 

-الكثير من العلماء والشيوخ في مؤتمر القاهرة سنة 2012، دعوا االشباب الى الجهاد في سوريا. فهل يتحمل هؤلاء العلماء مسؤولية هذا التطرف؟  

نحن اليوم ندفع ضريبة هذه الاختيارات التي يقوم بها كل فرد لوحده. ولا يمكن أن ألقي اللوم على أي كان. هنالك من العلماء من لازال متشبثا برأيه وهنالك من تراجع ولكن لا يمكن أن أحكم بدون تدقيق.

 

-مشكلة التكفير التي تحولت اليوم إلى ظاهرة، في نظركم ما هي أسبابها؟

في الغالب نناقش النتائج في حين ننسى الأسباب التي هي الأصل. نحن لم نألف النظام المؤسسي بعد.

 

-هناك من يعتبر الخلط بين الدين والسياسة هو أحد الأسباب لظاهرة التكفير. في نظركم هل لا تزال هذه الإشكالية مستمرة؟

المشكل في الفكر الإنساني. فلو فكرنا في ملابسات الواقع الذي نعيشه ما كنا لنصل إلى ما نحن عليه.

 

-هل السبب في انعدام نظرية الدولة في الإسلام؟

القضية لا ترتبط بوجود نظرية أو انعدامها بقدر ما هي مرتبطة بكيف نفكر؟ وماذا نفعل؟ وماذا نريد؟ وكيف نود أن نعيش؟

 

-كيف ترون هذا الارتباك بين الدين والسياسة؟

الارتباك موجود في الفكر الإنساني منذ أن وجد، والآن يبحث عن الطريقة التي يريد أن يعالج بها هذه الارتباك.

 

-ألا تظنون بأن بروز الإخوان المسلمين في الساحة السياسية هو من ضخم الأمر؟

لا يمكن أن أصدر حكما، أو أقول إن هذا الذي ضخم الأمر أو أنه إفراز لواقع.

 

-هناك من يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، هل تؤيدون هذا الخيار؟

القضية ليست بهذه السهولة، ولا ترتبط بالفصل أو عدم الفصل. الأمر مرتبط بالظروف الزمانية والمكانية. يلزم أن نحدد أين ينتهي الدين وأين تنتهي الدولة. ما معنى الفصل أو الربط؟ وهذه العموميات نلجأ إليها حين نفشل في ممارسة الحياة.

 

-ولكن هنالك من يقحم الدين في السياسة، ويرتكب "جرائم" باسمه، هل يوجد تصور ممكن أن ننهجه لعدم السقوط في كل هذا؟

التصور يجب أن يكون مقبولا من طرف الجميع. بمعنى أن يكون هنالك توافق بين الأفراد. أما في ظل تشبث كل واحد برأيه فلا يمكن الوصول إلى أي تصور.

 

– هناك من يعتبر مشاركة العلماء في الشأن السياسي أمرا ضروريا. أليس هذا نوعا من الخلط بين الدين والسياسة؟

ما معنى أن يشارك العلماء؟ ومن هم هؤلاء العلماء، وكيف سيتم تعيينهم؟ فهذه كلها أسئلة تحتاج إلى أجوبة.