; التخصص في مدح الدولة ليس سالكا – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

التخصص في مدح الدولة ليس سالكا

التخصص في مدح الدولة ليس سالكا
مصطفى الفنمصطفى الفن

ليس عيبا أن يحترف الإنسان الإشادة بمجهودات الدولة..

وليس عيبا أيضا أن يصبح عندنا علماء سياسة وعلماء اجتماع واقتصاديون ومحللون وكتاب رأي ومدونون كثيرون حرفتهم هي الإشادة بمجهوداتها.

لكن هذا في نظري “ربما” طريق غير سالك على المستوى البعيد إن لم نقل إنه يهدد ربما بنيان الدولة نفسها.

لماذا؟

لأن التخصص في مدح الدولة قد يقود الى تثبيت أركان دولة لا تقبل النقد إلا إذا كان موجها الى معارضي الدولة أو إلى الشعب أو إلى جزء من الحكومة لا غير.

والواقع أن الدولة ليست في حاجة اليوم الى من ينظم فيها قصائد المدح والغزل والهيام..

وظني أن الدولة في حاجة ربما الى من ينبهها، بالأدب اللازم وباللياقة المطلوبة، الى مظاهر النقص والضعف والقصور لئلا يظلم في الوطن مواطن واحد.

وما أكثر هذه المظاهر من النقص والضعف والقصور لأن الكمال لله.

ثم إن مدح الدولة لن يكون له مفعول ولن يحظى بثقة الناس إلا في حالة واحدة وهي أن يكون مداح الدولة قادرا على أن ينتقدها أيضا..

الدولة لها يد طويلة وهي قادرة على أن تضرب في كل مكان..

والدولة لها مسؤولوها ولها وزراؤها ولها مؤسساتها ولها أجهزتها العميقة وغير العميقة وهي أقوى من أن ندافع عنها نحن الضعفاء.