الخبر من زاوية أخرى

ورثة أمهال.. قصة عائلة يطاردها “الظلم”..

ورثة أمهال.. قصة عائلة يطاردها “الظلم”..
مصطفى الفنمصطفى الفن

هل هو “قضاء وقدر” أن تكون عائلة الفاعل في الطاقة وفي المحروقات الراحل الحاج محمد أمهال عرضة لما يشبه “الاضطهاد” و”السلب” و”الظلم”؟!..

إنه السؤال الذي يطرحه حتى بعض المقربين من ورثة الراحل الحاج محمد أمهال خاصة أن هذا “الاضطهاد” يبدو كما لو أنه اتخذ، أحيانا، بعدا “منهجيا”..

طبعا لن أتحدث عن السياق “السلطوي” ولا عن الظروف “الغامضة” التي رافقت عملية “افتراس” شركة المحروقات “سوميبي” التي بناها الراحل أمهال حجرة بحجرة إلى أن كبرت وصارت لها جذور في كل جهات المغرب..

بل هناك من تحدث حتى عن فرضية دمج “قسري” لشركة “سوميبي” في الهولدينغ العائلي المملوك للرئيس الحالي للحكومة المغربية السيد عزيز أخنوش..

وهذه قصة أخرى تستحق ربما لوحدها مقالات مطولة وليس تدوينة أو تدوينتين..

كما لن أتحدث أيضا عن “تفويت” أو بيع علامات تجارية أخرى مملوكة لعائلة أمهال مثل “واش” و”آيس كولا” وذلك لرجال أعمال آخرين ارتبطت أسماؤهم بمربع “النفوذ” لعل من بينهم الاستقلالي عادل الدويري وسعيد لعلج..

صحيح أن ورثة الراحل أمهال لا يتكلمون ولا يتألمون ولا يشتكون وربما اتخذوا من الصمت “عقيدة”..

وحتى إذا تكلم هؤلاء الورثة أو خرجوا إلى العلن فإنهم لا يقولون إلا خيرا ثم يعودون من جديد إلى الصمت وإلى السير “جنب الحايط”..

وهذا ما استنتجته شخصيا وأنا أقرأ بعض الحوارات أو التصريحات التي أدلى بها مصطفى أمهال، نجل الراحل محمد أمهال، في وقت سابق، لفائدة مجلة “جون أفريك”..


“ما الذي تعاتبونه علي؟.. أنا أريد أن أمر إلى أشياء أخرى..”.. هكذا يقول السيد مصطفى أمهال لصحافي المجلة نفسها بهدوء تام وببعض الابتسامة أيضا كما لو أن شيء وقع في ملك الله..

نعم من حق ورثة أمهال أن يلتزموا الصمت ومن حقهم أن يرفضوا الحديث عن قضايا وعن أعمال تجارية هي اليوم جزء من الماضي..

لكن من غير المعقول ربما أن يتكرر سيناريو آخر مماثل وربما هو أكثر “مأساوية” وأكثر “ظلما” من قصة “سوميبي”..

فما هذه القصة إذن؟..

إنها قصة نزاع جديد أو ربما عملية “سطو” جديدة على شركة “بيترومين” التي أسسها الراحل محمد أمهال سنة 91 من عرق جبينه ومن وقته ومن جهده الخالص..
حصل هذا حتى قبل أن يتعرف الراحل أمهال على “شريكه” المفترض الذي هو الأصل كان يشتغل عنده كمستخدم في المحطة وأحيانا كمساعد في المنزل قبل أن يسطو هذا المستخدم على كل شيء بما في ذلك السطو على المحطة نفسها..

وهذا الملف مازال يجري إلى اليوم أمام محاكم المملكة ولم يخل ربما من بعض “التجاوزات” حتى أن المساعد المنزلي “ربح”، في سياق ملتبس، ورثة مشغله السابق أو المالك الأصلي للشركة في المرحلة الابتدائية..

المثير أيضا أن ورثة أمهال رفضوا استئناف هذا الحكم الابتدائي لأنهم أثاروا قضية حساسة تتعلق ب”التجريح”..

والسبب هو أن المحامية التي تترافع ضد ورثة أمهال ليست سوى ابنة من هو كل شيء في المحكمة التي يجري أمامها هذا الملف الملغز..

وما كان لهذا أن يحدث ربما لولا “النفوذ” ولولا الثراء المفاجئ ولولا العلاقات المتشابكة والمعقدة..

ثم إنه ليس سرا أن والد “المالكين” الجدد لشركة “بترومين” لم يكن يملك أي شيء من متاع الدنيا قبل أن يشتغل عند الراحل أمهال..

فكيف أصبحت عنده وعند أبنائه، بين عشية وضحاها، كل هذه الثروة الطائلة مع محطة بنزين بملايير الدراهم؟..

سؤال لم تجب عنه أسئلة التحقيق ولا قضاة المحاكم التي أسند إليها هذا الملف..

لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن هذا الملف لا يحتاج إلى تحقيق ولا إلى خبرة ولا هم يحزنون..

لماذا؟..

بكل بساطة لأن الراحل أمهال أسس، لوحده وبعون من الله، “بيترومين” في أفق توسيع مجموعته الاقتصادية..

وجاء ذلك لخلق شركة ثانية موازية لشركة “سوميبي” قبل أن يحصل الراحل أمهال على التراخيص اللازمة لتوزيع البترول والغاز والزيوت..

ولأن الراحل أمهال كان ربما في حاجة إلى “ساعد أيمن” يعينه على مهامه الكثيرة في “بيترومين”، فقد فوت بعض “الأسهم” الرمزية، في البداية، من رأسمال هذه الشركة إلى المستخدم المعني ليكون “شريكا” له..

الراحل أمهال فعل هذا بدافع طيبوبته وأيضا نزولا عند طلب “صديق عزيز جدا إلى قلبه” والذي كان أول من توسط لهذا المستخدم للاشتغال عند أمهال..

لكن سيقع ما لم يكن في الحسبان..

ذلك أنه وبعد وفاة الحاج محمد أمهال، وعوض أن يتم تعيين أحد ورثته رئيسا مديرا عاما لشركة بترومين بحكم أن ورثة أمهال يملكون 67 في المائة من أسهم الشركة..

كما يملكون أيضا نصف الأسهم في شركة المساعد المنزلي والمعروفة باسم ETAF التي لا تملك هي بدورها سوى 23 في المائة من بترومين موزعة بينها وبين شركة المرحوم ابراهيم بيشا “Gazafric”..

نعم عوض أن يتم تعيين رئيس مدير عام من ورثة أمهال باعتبارهم المالكيين الأصليين للشركة وباعتبارهم المالكين لأغلبية أسهمها..

عوض أن يحدث هذا، فقد حصل العكس تماما..

وهكذا استطاع المستخدم المعلوم أن “يقنع” ورثة الراحل أمهال بتعيين، من كان يشتغل عند والدهم، في هذا المنصب الحساس..

ولأن ورثة أمهال هم أيضا كانوا يثقون في من كان يثق فيه والدهم، فقد وافقوا على هذا التعيين..

وهكذا سيتغير كل شيء في وضعية “بيترومين” وفي خريطة الأسهم وفي خريطة المالكين للأسهم بعد مجيء رئيس مدير عام جديد للشركة..

وقع كل هذا “الانفلات” ولم يعلم به ورثة الراحل أمهال إلا بعد أن تغيرت الكثير من الحقائق على الأرض..

أولى هذه الحقائق أن ورثة أمهال الذين كانوا يملكون شركة “بيترومين” ويملكون أغلبية الأسهم في الشركة أصبحوا لا يملكون من الأسهم إلا الأصفار بعضها فوق بعض..

كما جرى كل هذا “لأن المالكين الجدد لشركة بيترومين اختلقوا وقائع جديدة مشكوكا فيا واختلقوا وثائق جديدة مشكوكا فيها..

واختلقوا محاضر جديدة مشكوكا فيها..

واختلقوا توقيعات مشكوكا فيها..

واختلقوا حتى اجتماعات لمجالس إدارة مشكوكا فيها ولم يحضرها ورثة أمهال”..

وهذا ليس كلام صحافي..

هذا كلام قرأته في وثائق قضائية اطلع عليها عبد ربه والفقير إلى ربه أيضا..