الخبر من زاوية أخرى

قضية الصحراء المغربية ورسائل الباييس “المسمومة”..

قضية الصحراء المغربية ورسائل الباييس “المسمومة”..
مصطفى الفنمصطفى الفن

لا خلاف في أن بلدنا حقق انتصارا ديبلوماسيا كبيرا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء..

ويكفي أن نشير في هذا المنحى ألا دولة واحدة، من ضمن 15 دولة يتكون منها مجلس الأمن، صوتت ضد المقترح المغربي حول الحكم الذاتي..

بل حتى الجارة الشرقية الشقيقة اختارت خيارا آخر ولم تصوت ضد هذا المقترح الذي فصل بين مرحلتين:

“مغرب ما قبل 31 أكتوبر ومغرب ما بعد 31 أكتوبر”، مثلما جاء في خطاب ملكي خُصص لهذه المناسبة بالتحديد..

ومع ذلك، علينا ألا ننسى أبدًا أن هذا الانتصار الكبير هو في الأصل بداية جديدة من معركة جديدة مازالت طويلة بتحديات جديدة وإكراهات جديدة..

وأعترف أني قرأت ببعض الخوف والتوتر ما كتبته جريدة الباييس اليوم في افتتاحية “مسمومة” وهي تتحدث ليس فقط عما أسمته “الشعب الصحراوي” أو قولها “إن إسبانيا مدينة لهذا الشعب”..

“الباييس” ذهبت أبعد من ذلك ودعت المغرب إلى “بلورة وإعداد مقترح حول حكم ذاتي يتجاوز “الخطابة” ليصل إلى “مقترح قادر على إقناع الأمم المتحدة بجدوى وصدقية هذا المشروع”..

المثير أيضا أن الزملاء في “الباييس” لم يتذكروا “الحياة البائسة وعشرات الآلاف الصحراويين وحقهم في العودة” إلا اليوم وبعد أن صوت الجميع في مجلس الأمن لفائدة بلدنا..

كما أن الجريدة الإسبانية لم تتذكر “محنة” الصحراويين الذين عاشوا في الصحراء أثناء الاستعمار الإسباني إلا بعد نصف قرن من الزمن..

حصل هذا حتى أن الجريدة المذكورة طالبت أي حكومة إسبانية وطالبت البرلمان الإسباني بضرورة “اتخاذ إجراءات شفافة لدعم هذه الفئة من الصحراويين ومعها قضية الشعب الصحراوي”..

طبعا لا أريد أن أنغص على المغاربة فرحتهم الجماعية بمزيد من “السموم” ومن “المقاطع الضارة” التي تضمنتها تضمنتها افتتاحية الباييس..

لكن من الضروري أن ندق ناقوس الخطر لأن “الباييس” ليست جريدة فقط..

إنها أيضا “جهة نافذة” وربما بارتباطات ممتدة في كل اتجاه في بنية الدولة الإسبانية وفي بنية المجتمع الإسباني والعديد من قواه ونخبه ومواطنيه..