الخبر من زاوية أخرى

جيل “Z” يربك أذرع السلطوية ويفتح أبواب الأمل..

جيل “Z” يربك أذرع السلطوية ويفتح أبواب الأمل..
مصطفى الفنمصطفى الفن

“كثيرون” ظلوا ينتقدون ويهاجمون ويتهجمون على شباب جيل “Z”..

وقد وصل هذا “التهجم” إلى حد تخوين و”أخونة” هؤلاء الشباب والتشكيك في وطنيتهم واتهامهم بالعمالة لجهات خارجية تريد شرا بالمغرب..

حصل هذا فقط لأن هؤلاء الشباب خرجوا إلى شوارع المدن المغربية واحتجوا سلميا من أجل مطالب عادلة ومشروعة:

إصلاح منظومتي الصحة والتعليم والتشغيل ومحاربة الفساد..

وحصل هذا أيضا فقط لأن هؤلاء الشباب استضافوا ضيوفا لهم وجهات نظر مغايرة في مفهوم الوطنية ومن داخل النسق وليس من خارجه..

طبعا حركة جيل “Z” ليست فوق النقد ولا فوق الانتقاد ولو أن ثمة فرقا شاسعا بين النقد وبين التخوين وتجريد شباب في أول العمر من انتمائهم إلى مسقط القلب والرأس..

وأنا هنا لا أعمم لأني أفترض حسن النية في الكثير من الانتقادات المؤدبة والمعقولة لهذا الاحتجاج الشبابي..

لكن ما يحسب لهؤلاء الشباب من جيل Z هو أنهم أخذوا الكلمة وأخذوا معها الكتاب بقوة ولخصوا موقفهم البطولي في “نقطة نظام” كبيرة أربكت “أولاد زروال” وأربكت أيضا أذرع “السلطوية” في أكثر من جهة..

وما يحسب لهؤلاء الشباب أيضا هو أنهم أعادوا بعض الحرارة إلى الشارع..

وأعادوا بعض المعنى إلى السياسة..

بل أعادوا حتى بعض التوازن إلى مشهد وطني هيمنت فيه رواية واحدة طيلة قرابة عشر سنوات “سوداء” حتى كاد الناس أن يتساءلوا:

متى نصر الله؟..

لكن ماذا وقع اليوم في مجلس وزراي ترأسه ملك البلاد؟..

الذي وقع اليوم هو أن أعلى سلطة في البلد لم يكتف بالتجاوب الفعلي مع مطالب هذا الشباب في الصحة وفي التعليم وفي التشغيل أيضا..

بل إن جلالته أنصف، اليوم، هؤلاء الشباب وفتح لهم “أبواب الأمل” التي كاد البعض أن يغلقها بإحكام..

ويقينا أن فتح “أبواب الأمل” أمام الشباب يبقى ربما أهم من تأهيل منظومة الصحة ومن تأهيل منظومة التعليم ومن التشغيل أيضا..
..
مصطفى الفن