قضية التعمير في الدار البيضاء.. عندما تكتفي الداخلية بالتفرج على “الانحراف”
ما يجري في الدار البيضاء، أو بالأحرى في مجلس المدينة وفي قسم التعمير بالتحديد، مخيف جدا جدا..
وربما يمكن القول أيضا:
إن ما يجري هنا له اسم واحد وهو “حرب المصالح”..
و”حرب المكاسب”..
و”حرب المغانم”..
طبعا أطراف هذه “الحرب” ليسوا سوى أبناء الحزب الواحد بما في ذلك الحزب الذي يقود الحكومة..
وأيضا أبناء التحالف الواحد الذي يسير أكبر مدينة بالمغرب..
كما أن المتحاربين، سواء من داخل قسم التعمير أو من خارجه، هم يضغطون في اتجاه واحد لا ثاني له وهو أن يكون لهم “موقع قدم” في هذا القسم الذي يبيض ذهبا ويبيض امتيازات وحتى “الكاش” أيضا..
كما أنهم يفعلون ذلك لأن كل واحد من هؤلاء المتصارعين يريد أن يكون له أتباع في قسم التعمير..
ويريد أن تكون له عيون تتعقب “لهموز” وتتعقب خريطة المستثمرين وتتعقب ممرات الصفقات في مدينة تشكو أصلا من فرص الاستثمار..
بل إن البعض من هؤلاء الذين صوت عليهم البيضاويون أصيبوا ربما ب”السعار”..
وأنا هنا لا أبالغ..
حصل هذا حتى أن البعض منهم لم يعد يخجل من أن يقول “علانية” إنه يريد أن يسترجع ما خسره من أموال في الحملة الانتخابية التي قادته إلى مواقع التسيير والمسؤولية..
إذن لا تصدقوا هذه الإقالات أو الاستقالات المضادة في أرذل العمر من الولاية الجماعية..
لماذا؟..
لأن محركها ليس هو الرغبة في خدمة الناس بقدرما هي دفاع عن مواقع السحت وعن مواقع الجاه والنفوذ وعن ثروات مصدرها السياسة في المقام الأول..
وكم هو واهم من يعتقد أن عمدة الدار البيضاء أو نبيلة بنت قاسم، التي شوهدت تستقل دراجة نارية، أنها فعلت ذلك لأنها كانت “فرحة” بالقرار الأممي الذي رسخ مغربية الصحراء..
شخصيا أستبعد ذلك..
وظني، ولو أن بعض الظن إثم، أن السيدة نبيلة بنت قاسم كانت ربما “فرحة” بما هو أهم بالنسبة إليها..
والأهم بالنسبة إلى عمدتنا الموقرة وهو أنها تمكنت، رفقة شريك العمر توفيق بن بوشعيب، من شراء بقعتين أرضيتين عاريتين مساحتهما 1220 مترا مربعا غير بعيد من الإقامة الملكية بآنفا أو المنطقة المعروفة ب”عين كديد” سابقا..
أليست هذه “حصيلة مشرفة” في هذه الولاية الجماعية؟!..
بلى طالما أن “الشرف” له معان متعددة يمليها السياق السياسي والاجتماعي الذي تعبره الكلمات..
ولكم أن تتخيلوا المبلغ الأجمالي الذي أدته العمدة وربما دفعة واحدة مقابل شراء 1220 مترا مربعا في أرقى منطقة بآنفا..
وأنا أقول هذا لأن هذين الرسمين العقاريين ليس بهما أي تقييد لحق عيني أو تحمل عقاري مثلما قرأت في بعض الوثائق..
اللهم “لا حسد” أن يغتني السياسي من السياسة في وقت يعيش ملايين الناس في الجبال تحت عتبة الفقر..
تقع كل هذه الحروب داخل التعمير بأكبر مدينة بالمغرب وعلى مرأى ومسمع من مصالح وزارة الداخلية ومن مكتب الوالي امهيدية..
ويقع كل هذا أيضا في مدينة خصص ملك البلاد لاختلالاتها، في وقت سابق، خطابا “ناريا” ساد معه “الاعتقاد” أن نصف المسؤولين بهذه المدينة العملاقة سيقضون بقية حياتهم في السجن..
لكن لا شيء من هذا حصل..
الذي حصل هو العكس تماما وهو أن بقعة “الانحراف” تمددت في كل اتجاه..
..





