الجمع العام لمعهد المقاولة العائلية بالمغرب: محطة هامة بين التفكير في الانتقال بين الأجيال وتجديد الحكامة
في سياق حرصه على مواكبة تحولات المقاولات العائلية وتعزيز دوره المؤسساتي، عقد معهد المقاولة العائلية بالمغرب (IEF Maroc) جمعه العام العادي الانتخابي، تخللته لحظات تنظيمية مهمة، أبرزها مناقشة موضوع الانتقال بين الأجيال داخل المقاولات، وتجديد هيكلة المعهد بتعيين ثنائي رئاسي جديد لقيادة المرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، نظم المعهد ندوة محورية خُصصت لموضوع الانتقال بين الأجيال في المقاولات العائلية، كما قام بتجديد مكتبه التنفيذي، وتعيين قيادة جديدة على رأسه.
مؤسسة فتية برؤية طموحة
منذ تأسيسه سنة 2023، تمكن معهد المقاولة العائلية بالمغرب من تجميع أزيد من أربعين مقاولة عائلية تنتمي إلى مختلف القطاعات والجهات، توحدها رؤية مشتركة تهدف إلى تثمين مساهمتها في الاقتصاد الوطني وتعزيز أفضل ممارسات الحكامة، بما يضمن استمراريتها وسلاسة انتقالها عبر الأجيال.
ويعمل المعهد ضمن أربعة طموحات رئيسية:
تثمين دور المقاولات العائلية؛
تشجيع تبادل الخبرات بين الأعضاء؛
دعم البحث الأكاديمي والتكوين؛
تشجيع أفضل الممارسات في الحكامة.
إنجازات نوعية وشراكات دولية
في أقل من سنتين، أرسى المعهد أسس عمل مؤسساتي فاعل ومتطور، محققًا خطوات ملموسة:
تلقى دعمًا مبكرًا من معهد المقاولة العائلية بإسبانيا (IEF-España)، حيث شارك كضيف شرف في مؤتمر بلباو بحضور ملك إسبانيا، ليتم لاحقًا توقيع اتفاقية استراتيجية تُعد الأولى من نوعها للجانب الإسباني مع مؤسسة أجنبية.
كما تم إبرام شراكة مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة لمجموعة البنك الدولي، أفضت إلى تنظيم ندوات حول قضايا كبرى من قبيل “الانتقال بين الأجيال” و”تنظيم الفضاء العائلي”.
ويجري حاليًا إنجاز دراسة وطنية بشراكة مع IFC، تُعد الأولى من نوعها حول الوزن الاقتصادي للمقاولات العائلية في المغرب.
كما انضم المعهد إلى شبكة الشركات العائلية الدولية (FBN International)، ليُصبح أول جمعية إفريقية تنضم لهذه الشبكة، مع تكليفه بلعب دور مرجعي في القارة.
دراسات وتشريعات مواكِبة
ضمن جهوده لإنتاج معرفة معمّقة، أطلق المعهد عددًا من الدراسات، من بينها دراسة بشراكة مع SFM حول تأثير النظام الضريبي على الشركات القابضة العائلية، وتقرير حول تأثير إصلاح مدونة الأسرة على ممارسات الهبة داخل المقاولات، أُسندت مهمة إنجازه للأستاذ عبد الوهاب رفيقي.
تجديد القيادة في سياق دينامية إصلاحية
وعلى هامش هذه الدينامية المتسارعة، عُقد الجمع العام العادي الانتخابي بتاريخ 25 يونيو 2025، وأسفر عن انتخاب 10 أعضاء جدد للمكتب التنفيذي للفترة 2025-2027، تحت إشراف المديرة العامة للمعهد، السيدة هدى بنغازي.
وقد تم تثبيت الثنائي الرئاسي الجديد خلال اجتماع المكتب التنفيذي الذي أعقب الجمع العام، حيث جُددت الثقة في السيد قاسم بناني سميرس رئيسًا للمعهد، وتم انتخاب السيد أمين بنكيران نائبًا أول له، خلفًا للسيد جليل بنعباس الطعارجي الذي ساهم بدور محوري في التأسيس والانطلاقة.
ندوة “تسليم المشعل”: من الخطاب إلى التفاعل الإنساني
توجت هذه الأنشطة بندوة مهمة بعنوان “تسليم المشعل”، خُصصت لموضوع الانتقال بين الأجيال داخل المقاولات العائلية، وشهدت حضورًا وازنًا من مسيري المقاولات وشخصيات اقتصادية مرموقة.
وقد افتتح أشغالها السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، مؤكدًا أهمية هذه المقاولات في النسيج الاقتصادي الوطني، لقدرتها على الصمود وتجذرها في مختلف جهات المغرب، ودورها في خلق فرص الشغل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
انتقال تشاركي قائم على الوعي والقيم
اتسمت الندوة بتناول موضوع الانتقال كـ”بناء مشترك” لا كقطيعة، عبر محطتين مؤثرتين:
المائدة المستديرة الأولى تناولت رهانات الانتقال من خلال شهادات واقعية.
الثانية، قُدمت في شكل حوار بين أجيال من نفس المقاولة، أبرزت القيم المشتركة والروابط العاطفية وتقاطع الرؤى.
وشارك رواد الأعمال قصصًا إنسانية، بعفوية وصدق، حول تجارب تسليم المشعل، بعضها اتسم بالحزن أو تطلب استعدادًا عاطفيًا ومسؤولية كبيرة.
دينامية متواصلة نحو المستقبل
استطاع المعهد خلال عامين فقط، أن يطلق دينامية جماعية هيكلية ترتكز على الحكامة، وتحفيز الجيل الجديد من رواد الأعمال، وتكريس الحوار بين الأجيال، عبر مبادرات نوعية أبرزها: الندوات، مجموعة الجيل القادم (NextGen)، الدراسات، وحملات التوعية.