من منفاه بالإمارات.. الملك خوان كارلوس يمد يد “المصالحة” إلى الإسبانيين..
من منفاه “الطوعي ب”الإمارات”، خلق خوان كارلوس أو الملك، الذي “تنازل” عن العرش، الحدث رقم واحد في إسبانيا..
جرى هذا خلال هذا الأسبوع الذي ودعناه بعد أن أعلنت دار النشر المعروفة ب”بلانيتا”، في بيان لها، أن خوان كارلوس سيصدر، في نهاية السنة الجارية، مذكراته في كتاب حمل هذا العنوان:
“المصالحة”/”Reconciliación”..
طبعا كلمة “مصالحة” كلمة دالة ولها سحر خاص وتسر السامعين..
لكن “المصالحة” مع من؟..
ومن هو “الجلاد المفترض” الذي يحتاج إلى صفح جميل من “الضحية المفترض” لكي تتم هذه “المصالحة”؟
أسئلة لم تجب عنها ربما مذكرات خوان كارلوس..
لكن هذا ليس هو المهم..
المهم هو أن خوان كارلوس سوف سيتحدث في مذكراته عن الجوانب الخاصة من حياته العامة، وفق ما ذكرته دار النشر في بيانها..
وبالطبع فهذا لا يعني أن الكتاب لن يكون غنيا بالحكايات عن أهم الأحداث التي عاشتها إسبانيا في تاريخها الحديث..
والواقع أن مؤلف الكتاب سيتحدث أيضا وب”قلب مفتوح وبدون مساومات”، حسب تعبيره، عن أفراحه وعن مصاعبه وعن حياة خاصة لشخصية حكمت هذا البلد قرابة 40 سنة.
لكن لم اختار خوان كارلوس إصدار مذكراته في كتاب وفي هذا التوقيت بالضبط وضدا على وصية والده؟..
قبل أن يجيب صاحب الكتاب عن هذا السؤال، اعترف بداية أن والده نصحه بألا ينشر مذكراته أبدًا وتحت أي ظرف..
وقال كارلوس الأب لكارلوس الابن وهو يعظه:
“الملوك لا يعترفون، فأحرى أن يكون هذا الاعتراف علنا”..
وتابع كارلوس الأب قائلا:
“ثم إن أسرار الملوك هو أن تدفن في ظلال القصور”..
إذن ماذا وقع حتى “عصى” خوان كارلوس والده وغير رأيه وقرر أن ينشر مذكراته؟..
دعونا نستمع إلى العم خوان كارلوس وهو يحاول إقناع نفسه بإصدار مذكراته:
“الذي وقع هو أني شعرت وكأن قصة حياتي تسرق مني”..
لكن من “السارق”؟..
سؤال طرحته جريدة “الموندو”، ب”خبث”، عبر صحافي معروف وبهذا العنوان أيضا:
“مات فرانكو.. عاش الملك”..
خوان كارلوس سيقول أيضا إن هناك دوافع أخرى وراء تحرير مذكراته..
ولمح في هذا المنحى إلى ما تضمنته بعض الآراء المنشورة وكيف طغت بعض “أخطائه الشخصية” على مسيرته المهنية..
بل إن هذه “الأخطاء الشخصية” طغت ربما حتى على مساهماته “الجوهرية” في إنجاح “الديمقراطية الإسبانية” في بلد جرب الحرب الأهلية وجرب استبداد “الفرانكاوية”..
الكتاب، الذي اعتبره البعض “حدثا تاريخيا”، سيتوقف أيضا عند الأدوار الكثيرة التي لعبها خوان كارلوس منذ أن كان شابا في أول العمر ومنذ كان منفيا لأول مرة بإيستوريل..
لكن في هذا الكتاب المنتظر أيضا، سيعترف خوان كارلوس البالغ من العمر 87 سنة والبعيد عن عائلته وأهله بحقيقة إنسانية أخرى وهي أن “جميع البشر يبكون في لحظة ما” ولو أنه صاغ ذلك ببعض “الكبرياء”:
“لا حق لي في البكاء”..
..