قضية أيت بوكماز.. عندما ييأس الناس وينزلون من الجبل إلى السفح..
ماذا يعني أن تنزل قرية جبلية، من المغرب المنسي برجالها وشبابها وأطفالها في مسيرة سلمية مشيا على الأقدام نحو الجهة، للمطالبة بحقها في التنمية؟..
هذا معناه أن الناس يئسوا وفقدوا الثقة في كل شيء وفقدوا الأمل ولم يعد عندهم ما يدعوهم إلى البقاء في الجبال..
وهذا معناه أيضا أن “مغرب طوطو” و”مغرب روبي” الذي “نسوق” له في التلفزيون وفي المهرجانات وفي البرامج الحكومية وفي الإعلام العمومي هو مغرب لا وجود له على الأرض..
والواقع أن ما هو موجود على الأرض هو التغول..
وهو النهب..
وهو تنازع المصالح..
وهو الافتراس..
وهو السطو..
وهو محاربة الفقراء عوض محاربة الفقر..
وهذا معناه أيضا أن سؤال “الثروة” الذي طرحه الملك محمد السادس ما زلنا لم نجد له جوابا..
ورأيي أن نزول قرية بكاملها من الجبل إلى السفح احتجاجا على الإقصاء وعلى التهميش هو “ناقوس خطر”..
إذن ما هو الحل؟
الحل هو البحث عن أنجع السبل لتطويق هذا “الخطر”..
أما أن نقرأ هذه “الاحتجاجات الشعبية” قراءة ضيقة ونربطها بالتحركات الممهدة للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فهذا قد يوسع رقعة “الاحتجاجات” عوض أن يقلصها..
بقي فقط أن أقول إن من حق الناس ربما أن تحتج لأن بعض المسؤولين النافذين في هذه الجهة جمعوا ثروات طائلة وغامضة وربما حتى القضاء “عجز” عن مساءلتهم..
حصل هذا فقط لأن البعض من هؤلاء المسؤولين النافذين يتحدرون ربما من هذين الثلثين “الناجيين” من رجال الأعمال الذين يعرفون ربما ابنة الصالحين أو يعرفون رئيس الحكومة شخصيا..