التلفزيون المغربي.. الحصيلة الكارثية لفيصل العرايشي..
نحن ربما البلد الوحيد في العالم الذي يوجد، على رأس تلفزيونه الرسمي، مدير عام لا يعرف ربما أي لغة من لغات البلد..
وفعلا فالسيد فيصل العرايشي، أطال الله عمره على رأس القطب العمومي، لا يعرف لا دارجة مغربية ولا لغة عربية وربما لا تهمه حتى القضايا التي تهم المغرب والمغاربة..
ولكم أن تتصوروا كيف أن الرجل قضى طيلة قرابة ربع قرن من الزمن بهذا المنصب العمومي دون أن يخصص ولو برنامج واحد على شاشات التلفزيون دفاعا عن الصحراء وعن مغربية الصحراء..
حصل هذا في وقت تبذل فيه الدولة ورأس الدولة و”جنود خفاء” كثيرون مجهودات كبيرة دفاعا عن القضايا العادلة للوطن..
لكن كل هذه المجهودات الكبيرة لا يوازيها سند ولا يوازيها دعم من طرف الإعلام العمومي للبلد حتى لا تذهب سدى..
ولا أخفي أني كثيرا ما تساءلت:
لماذا لا نشاهد مثلا برامج للنقاش السياسي وأخرى للنقاش الفكري والثقافي حول الصحراء وغير الصحراء على القنوات التلفزية لفيصل العرايشي؟
وأقول قنوات فيصل العرايشي لأن الرجل قضى “قرنا” من الزمن في هذا المنصب دون أن يتزحزح من مكانه كما لو أن هذه القنوات مسجلة باسمه في المحافظة العقارية..
لكن ما هي الحصيلة لهذه السنوات الطويلة على رأس القطب العمومي؟
الحصيلة باهتة جدا جدا حتى لا أقول إنها أصفار بعضها فوق بعض..
لكن الحصيلة في سياق آخر وفي مجال آخر تبقى ربما غنية بالأرقام المرتفعة لدى البعض..
والمؤشر على الأرض هو هذه الأنباء التي تلمح إلى فرضية شراء البعض لشقة وربما أكثر من شقة بكندا..
وأنا أخشى أن يكون المغرب، بالنسبة إلى البعض، هو ربما مجرد شباك أتوماتيكي لسحب العملة السهلة ليس إلا..
كما أن المؤشر على ضعف الحصيلة هو هذا الفرار الجماعي للمغاربة من قنواتهم الرسمية والتوجه نحو مشاهدة القنوات الفضائية العربية وغير العربية وفرانس24 وروسيا اليوم والجزيرة وغيرها..
ثم ما الجدوى من وجود قنوات عمومية تلتهم ميزانية ضخمة من خزينة الدولة لكنها تمر مرور الكرام على قضايا الوطن..؟
دعوني أتساءل أيضا:
وهل يستقيم عقلا أن يكون لدينا صحراويون عائدون إلى أرض الوطن..
ولدينا أساتذة جامعيون..
ولدينا أطر..
ولدينا كفاءات..
ولدينا صحراويون وحدويون لهم دراية ولهم خبرة وقادرون على الإقناع بمغربية الصحراء..
لكن الذي يحصل هو أن تلفزة العرايشي لا تستضيف كل هؤلاء جميعا إلى برامجها ولا تستمع إليهم ولا تتوفر حتى على أرقام هواتفهم؟..
يقع كل هذا كما لو أن الصحراء المغربية هي غير ذلك في نظر السيد الرئيس المدير العام الخالد الذي يبدد المال العام على الكثير من الأعمال التلفزيونية لكن بدون عائد سياسي ينفع الناس وينفع الوطن ويمكث في الأرض..
وحتى لا أنسى، فالسيد العرايشي هو الذي يرأس أيضا أكثر من جامعة رياضية بلا رياضيين يرفعون راية الوطن في المحافل الرياضية..
..
مصطفى الفن