هذا ما قاله الملك عن قضية “اختفاء” المهدي بنبركة؟
توفيت، أمس، أرملة المعارض والزعيم اليساري المهدي بنبركة الذي “اختطف” في ظروف غامضة بباريس قبل قرابة 60 سنة..
حصل هذا الاختطاف بالتحديد ليلة 29 أكتوبر من سنة 1965 من أمام مقهى ليب بباريس..
ورغم مرور كل هذه العقود من الزمن على هذه الواقعة إلا أن “الحقيقة” ظلت، هي بدورها، “مختطفة”..
كل ما نعرف في هذه القضية الملغزة إلى حد الآن هو روايات كثيرة لا غير..
وهي روايات تقول ربما كل شيء إلا “الحقيقة”..
وحتى رواية العائلة الصغيرة للمهدي بنبركة لا تقول ربما أي شيء ذي معنى وذي أهمية عن حقيقة ما جرى لرب العائلة ليلة 29 أكتوبر 65..
وهذا ربما هو “اقتناع” كاتب هذه السطور المتواضعة من خلال أكثر من اتصال مع البشير بنبركة نجل المهدي بنبركة وأنا وقتها صحافي بجريدة “المساء”..
ومع ذلك يبقى حدث وفاة أرملة المهدي بنبركة مناسبة أيضا للعودة إلى حوار خص به الملك محمد السادس، في السنوات الأولى للعهد الجديد، جريدة لوفيغارو” الفرنسية..
وأعود إلى هذا الحوار لأنه بالنسبة إلي هو أقرب إلى وثيقة مرجعية في أكثر من قضية..
وأستحضر هنا، بالتحديد، السؤال الذي طرحته الجريدة الفرنسية حول قضية “اختفاء” المهدي بنبركة..
لكن ماذا كان جواب الملك؟
كان الجواب الملكي في منتهى الذكاء السياسي وربما في منتهى الصدق أيضا:
“لا أعرف ماذا حدث في قضية بنبركة.. كما أن الفاعلين الاساسيين، في هذه القضية، غابوا جميعا”..
الملك محمد السادس أضاف أيضا في معرض الجواب نفسه:
“كان باستطاعتي أن أطرح هذا السؤال على والدي.. لكنني لم أفعل”..
لكن لماذا لم يفعل جلالته؟
“لأن والدي لم يكلمني عن هذه القضية بتاتا.. وقد احترمت صمته”، يقول العاهل المغربي للجريدة الفرنسية..
بقي فقط أن أقول في الختام:
كان الله في عون العائلة الصغيرة لمناضل وطني كبير لأنها تعبت كثيرا دون أن تتمكن من دفن “جثمان” ظل بلا قبر..
طبعا لن أتحدث عما فعلت العائلة السياسية للمهدي في رحلة البحث عن “الحقيقة” في هذه القضية..
نعم لن أتحدث عن ذلك لأن الاتحاد في نسخته الحالية طوى صفحات كثيرة:
طوى صفحة الماضي وطوى صفحة الرموز حتى لا أقول إنه طارد صورهم وطارد أسماءهم بالعصي وبالهراوات وبالسلاسل الحديدية أيضا..
بل إن بعض الخلف من قادة الاتحاد لم يعد اليوم ينطلق لسانه حتى بهذا الدعاء المغربي الصرف:
الله يرحم المهدي.