واقعة أبي حفص.. توظيف على “سنة الله ورسوله”
أختلف مع بعض الأصدقاء الأعزاء الذين اعتبروا واقعة عبد الوهاب الرفيقي المعروف ب”أبي حفص” كما لو أنها “كارثة” حلت بالبلد..
وما الأمر كذلك في ظني ولو أن “شقا” من هذه الحملة على الرفيقي مفهومة دواعيه..
فما هي هذه الواقعة؟
الأمر يتعلق هنا باجتياز مباراة بسلم 10 على “سنة الله ورسوله” وبإذن وموافقة من رئيس الحكومة شخصيا..
وهو إجراء مؤطر بمسطرة قانونية قد يتم اللجوء إليها في بعض الحالات..
بمعنى أن ما وقع في حالة الرفيقي ليس انتهاكا للقانون ولا للدستور أو أننا أمام سابقة ستقع ربما لأول مرة..
أغلق هذا القوس وأفتح قوسا آخر لما هو أهم من هذا:
فعندما أقول إن الرفيقي “عاد” من الموت، فأنا هنا لا أبالغ..
كان الرفيقي وقتها مجرد طفل صغير عندما اشترى له زعيمان سياسيان في هيئة إسلامية مغربية تذكرة طائرة إلى الآخرة:
تذكرة ذهاب بلا إياب إلى باكستان ومن باكستان إلى أفغانستان وربما إلى القبر..
وفعلا كان ممكنا للرفيقي ألا يعود حيا إلى الوطن منذ أن سافر إلى المجهول وإلى بؤر القتل والقتال..
وهذا ما حدث بالضبط للكثير من الشباب المغاربة الذين جرى استقطابهم وتجنيدهم وإرسالهم إلى “أرض الموت” في ظروف ملتبسة عنوانها العريض هو خدمة السياسة لا خدمة الدين..
لكن ستحدث أكثر من “معجزة” وسيعود الرفيقي إلى المغرب قبل أن يجد نفسه في السجن بحكم ثقيل جدا جدا..
بل إن الرفيق سيقضى تسع سنوات مكبل المعصمين خلف القضبان منها سبع سنوات ربما في زنزانة انفرادية..
حصل هذا في سياق الأحداث الإرهابية التي هزت الدار البيضاء في 16 ماي من سنة 2003..
وليس سرا أن بعض المحاكمات التي أعقبت هذه الأحداث لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة..
وربما لم تخل حتى من “تجاوزات” باعتراف أعلى سلطة في البلد في حوار صحفي مع الصحافي الإسباني إينياسيو سامبريرو..
كما لن أتحدث عن المحنة وعن العذاب وعن الجحيم الذي عاشته أسرة الرفيقي وأطفاله الصغار بعد اعتقال أبيهم..
إذن ماذا يعني هذا كله؟
هذا معناه أن “إدماج” “عائد” من الموت في الحياة وفي المجتمع وحتى في الوظيفة العمومية..
فهذا ربما هو الأصل.. وهذا هو الطبيعي في وطن ينبغي أن “يدمج” وينصف المزيد من أبنائه.