; قضية قصر الصفريوي بميامي الأمريكية.. حتى لا تمر القضية مرور الكرام – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

قضية قصر الصفريوي بميامي الأمريكية.. حتى لا تمر القضية مرور الكرام

قضية قصر الصفريوي بميامي الأمريكية.. حتى لا تمر القضية مرور الكرام
مصطفى الفنمصطفى الفن

قضية شراء قصر في ميامي الأمريكية، من طرف ابن الصفريوي أو مليك ابن “مول الغاسول” الذي شوه العمران المغربي، لا ينبغي أن تمر مرور الكرام..

نعم لا ينبغي أن تمر هذه القضية مرور “الكرام” كما لو أن ما قامت به هذه العائلة، التي قد تكون “تاجرت” بالمغاربة طيلة عقود من الزمن، شيء عادي ولا يرقى إلى ما يشبه “الخيانة”..

وفعلا إن الأمر بهذا البعد المأساوي لأن آل الصفريوي لا زالوا، إلى حد الآن، يلتزمون الصمت حول الكيفية التي اشتروا بها هذا القصر بثمن تجاوز 15 مليون دولار..

صحيح أن مكتب الصرف لطالما زودنا بالأرقام الإجمالية من العملة الصعبة التي تدخل المغرب سنويا عبر المهاجرين المغاربة بما في ذلك سنوات “الكوفيد”..

وهذه مناسبة لنحيي جاليتنا في الخارج لأنها مستعدة أن تموت ليحيا الوطن..

لكن هذا المكتب الموقر لم يخبرنا يوما ما بلائحة أولئك الأثرياء الذين “يهربون” العملة الصعبة من المغرب إلى الخارج بطرق مافيوزية تخرب الاقتصاد الوطني وضد منطق الدولة وضد الحس الوطني..

كما أني لم أفهم أيضا الجدوى من شراء قصر بهذا التكلفة الباهظة في “ميامي” الأمريكية وليس في “إفران” أو في أي مدينة مغربية أخرى..

وأنا أخشى أن يكون المغرب، بالنسبة إلى هذه الفصيلة “المارقة” من الأثرياء، هو مجرد “كيشي أوتوماتيك” لسحب الأموال الممزوجة بدماء الفقراء المغاربة..

يقع هذا في الوقت الذي الذين يموت فيه هؤلاء الفقراء 100 مرة في اليوم لعلهم يوفرون قيمة “الكمبيالات” الخاصة بتلك الشقق الشبيهة ب”زنازن” السجون..

كما أني لم أفهم أيضا هذا “التسامح” المبالغ فيه مع هؤلاء الأثرياء الذين أعطاهم الوطن كل شيء دون أن يعطوا للوطن أي شيء ودون أن يقفوا إلى جانب الوطن في أي كارثة أو جائحة أو قضية عادلة..

شخصيا لم أسمع يوما ما أن آل الصفريوي قاموا بعمل إحساني أو بنوا مؤسسة خيرية أو شيدوا مدرسة أو تكفلوا بأرامل أو بأطفال أيتام أو ساعدوا عائلات معوزة..

لكن كثيرا ما سمعت وقرأت أن آل الصفريوي سطوا على هذه الأرض بالمجان واستولوا على أراضي أخرى بدرهم رمزي ولو عبر إقحام الرموز والمؤسسات..

بل إننا كثيرا ما سمعنا وقرأنا أن هذه العائلة تسببت في مآس كثيرة لمواطنين مغاربة بسطاء من أصحاب السكن الاقتصادي..

أكثر من هذا، فهذه الفصيلة من الأثرياء تتحمل ربما جزءا من المسؤولية في اتساع رقعة الفقر داخل الوطن..

لماذا؟

لأنها هذه الفصيلة من الأثرياء لا يهمها ربما وطن ولا استقرار وطن..

ولأنها لا تكتفي بهامش صغير من الربح..

هذه الفصيلة من الأثرياء همها الأول هو أن تفترس الأخضر واليابس والزبدة و”فلوس” الزبدة وكل شيء يتحرك فوق الأرض..

وليس سرا أيضا أن هذه الفصيلة من الأثرياء لا يؤدون ضرائب عن الثروة ولا يخففون على الدولة مظاهر الفقر والقبح والبشاعة التي صنعوها بأيديهم هم أنفسهم..

ولا زلت أتذكر ما راج على نطاق واسع في وقت من الأوقات وفي سنة من سنوات العهد الجديد..

ذلك أن مالك الضحى “اشتكى” لبعض المقربين منه كيف أنه لم يربح أي شيء من استثماراثه العقارية في بعض الدول الإفريقية..

وربما لا أبالغ إذا قلت إن هذا المستثمر “الجائع” كاد أن يقول إنه “أكره” على الاستثمار في إفريقيا ولم يستثمر فيها بمحض إرادته..

بقي فقط أن أقول:

الذي أعرف أن السيد عزيز أخنوش ابن عائلة لها تاريخ وورث عن أبيه ثروة مهمة..

كما أن السيد عزيز أخنوش يبقى، في كل الأحوال، رجل أعمال محترما ونقيا مهما انتقدناه واختلفناه معه وهاجمناه وبحدة زائدة أحيانا..

لكن أن يتصاهر رئيسنا في الحكومة مع “ملياردير” طارئ وربما “مشبوه” ومسؤول عن شقاء وتعاسة واكتئات ملايين المغاربة وبلا تاريخ وبلا ماض وبلا حاضر، فهذا يدعو إلى الحيرة والاستغراب..

نعم إن الأمر كذلك لأن التطاول في البنيان والاغتناء من بؤس الناس وعلى حساب الناس وتفقير الناس ليس ماضيا ولا حاضرا جميلا حتى لا أقول “إنه عمل غير صالح” يا ابنتنا كنزة..
..
مصطفى الفن