دفاعا عن مهنة المحاماة..
وصل عدد المرشحين لخلافة النقيب الحالي على أكبر هيئة للمحامين بالمغرب إلى ستة مرشحين..
حصل هذا ولو أن الرقم كان ربما قد وصل، في بداية السباق، إلى ثمانية مرشحين..
لكن ماذا يعني أن تكون نقيبا لهيئة من المحامين؟
هذا معناه أنك ستتطوع لخدمة الغير ولخدمة المهنة ولخدمة زملائك في المهنة لمدة ثلاث سنوات كاملة غير منقوصة ب”المجان” وبدون أي سنتيم.
بل إنك ستتنازل ربما حتى عن مصاريف تحركاتك وأيضا عن الترافع في ملفات مكتبك..
وهذا ربما هو ما كان يفعله النقيب بنزاكور في ولايته إلى درجة أنه “حرم” على نفسه حتى أن يعطي ملفات إلى محام آخر كان يشتغل معه في نفس المكتب..
بعبارة أخرى أكثر وضوحا: فأن تكون نقيبا لهيئة المحامين معناه أنك ستقضي ثلاث سنوات من عمرك المهني بدون أي تعويض وبدون أي امتيازات..
لماذا؟
لأن الأصل في هذه المهمة “التطوعية” هو أنك تبحث ليس عن “ربح مادي” زائل بقدر ما أنك تبحث عما هو أهم وهو “الربح المعنوي”..
و”الربح المعنوي” في هذه المهمة وهو أن تضيف إلى اسمك الشخصي لقب “النقيب” لكي تنال شرف خدمة هذه المهنة التي كانت دائما مع المظلومين ضد الظلم بكل أبعاده..
وأنا أذكر بهذا لأني لم أفهم كيف ترشح من جديد أكثر من نقيبين لخلافة النقيب الحالي للدار البيضاء رغم أن هؤلاء النقباء السابقين أعطوا كل ما عندهم ومفروض أن يتركوا الفرصة لشباب آخرين..
اللهم إلا إذا كان “البعض” يريد أن يسجل هذه الهيئة، التي تضم قرابة 5 آلاف محام، باسمه الشخصي في المحافظة العقارية لهذه المدينة العملاقة..
كما أني لم أفهم أيضا كيف يدعم النقيب الحالي ترشيح نقيب سابق ليست له حصيلة لا إيجابية ولا سلبية وليس له أي “مشروع” لإنقاذ المهنة سوى مشروع “الله يكبر بيك”..
والواقع أني أخشى أن تكون “مهمة نقيب” هي مهمة مدرة للدخل وللجاه وربما لأشياء أخرى لا يعرفها البسطاء من المحامين ومن الناس أيضا..
وإلا، فسروا لنا هذا “الروح القتالية” و”المالية” أيضا التي يتحرك بها بعض المرشحين من أجل “مهمة تطوعية” ليس فيها أي درهم تعويض واحد..
أكثر من هذا، فحتى بعض العائلات المقربة ربما من “هشام المنظري” “نزلت” بقوة وبكل ما أوتيت من أموال لكي تدعم بعض المرشحين..
وهذه لوحدها، في نظري المتواضع، هي أكبر إساءة لمهنة كانت دائما مهنة الحقوقيين والمعارضين والغاضبين والحالمين بغد مشرق في مغرب ممكن.