لهذه الأسباب اهتم الأمير بن سلمان بعالم النجوم في كرة القدم
ما هي خلفيات هذا الاهتمام “المفرط” و”الجدي” بكرة القدم وبنجوم كرة القدم وحتى بتنظيم كأس العالم لسنة 2034 من طرف أشقائنا في المملكة العربية السعودية؟
بالطبع، فليس سرا أن هذا الاهتمام هو جزء من مشروع أو من استراتيجية الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية الأمير الشاب امحمد بنسلمان البالغ من العمر 37 سنة..
وتعد “رؤية 2030″، بحق، بمثابة “مراسيم تطبيقية” لهذا المشروع الذي يتجاوز ربما استقطاب الفنانين واستقطاب المشاهير واستقطاب نجوم الكرة ليصل ربما إلى ما هو أبعد من ذلك..
بل إن هذا المشروع يتجاوز ربما حتى القطع مع أدبيات “الفقه الوهابي” في مملكة ما عادت تنظر إلى الماضي بقدر ما أصبحت تنظر الى المستقبل أولا..
كما أنه واهم من يعتقد أن الأمير امحمد بنسلمان يريد أن يقلد، فقط، “مشية” قطر في هذا الاهتمام بالكرة..
لأن قطر ليس لها ربما جمهور للكرة، وحتى الكرة هناك ليست لعبة “شعبية” مثلما هو الحال في المملكة العربية السعودية..
وظني أن مشروع الأمير امحمد بنسلمان يراهن ربما على تحقيق أهداف كثيرة من خلال هذا “الغزو” لنجوم وأساطير الكرة:
رونالدو.. بنزيما.. نكولو انكاتي.. ياسين بونو..
وأكيد أن اللائحة لازالت مفتوحة، وربما يتضمن هذا المشروع أيضا حتى شراء أندية رياضية أوربية..
وحده ليونيل ميسي الذي “قاوم” ربما هذا “السخاء المالي” الذي يتدفق، على شكل ملايير الدولارات، من بلاد الحرمين الشريفين..
نعم إن مشروع امحمد بن سلمان يراهن على أهداف كثيرة من خلال هذا الاهتمام بالكرة لعل واحدا منها وهو التفكير ربما فيما بعد اقتصاد النفط..
الأما الأفق فهو ربما أن تكون السعودية “قوة إقليمية” قادرة على “اللعب” مع الكبار وقادرة حتى على “قلب” الطاولة عليهم في “شرق أوسط جديد” سبق لامحمد بن سلمان نفسه أن وعد في أحد تصريحاته بأنه سيتحول إلى “اتحاد أوربي جديد” في هذه المنطقة..
والتفكير فيما بعد اقتصاد النفط يمر بالضرورة عبر تنويع اقتصاد البلد وتنويع شراكات البلد..
وربما لن تقف الأمور عند هذا الحد..
ذلك أن مشروع الحاكم الجديد للمملكة يرمي ربما حتى إلى “مغازلة” نسبة كبيرة من الشباب السعودي التي ما عادت ربما تطيق ارتداء جلباب الأب حتى لا أقول إنها تريد “قتله”..
وقد أقول أيضا إن الأمير امحمد بن سلمان مشغول ربما في هذا المشروع ب”الاغتسال” من مرحلة سياسية أدت فيها المملكة السعودية الثمن غاليا من سمعتها الحقوقية ومن ميزانيتها العامة أيضا..
أو دعوني أقول باختصار شديد:
إن مشروع امحمد بن سلمان يرمي أيضا إلى ما هو أهم من ذلك وهو “تبييض” وجه مملكة اعترته “خدوش” كثيرة ما عاد منطق العصر يسمح بها أو يتسامح معها..
لن أتحدث هنا عن الحرية وحقوق الإنسان في هذا البلد..
ولا عن قضية الصحافي جمال خشقجي التي طواها ماكرون وبايدن وأردوغان ومعهم “العالم الحر” حتى قبل أن يطويها المعنيون بها مباشرة..
ولا عن وضعية المعارضين الفارين إلى الخارج..
ولا عن الإعدامات التي تنفذ سنويا باسم قراءة بشرية متشددة للنص..
في كل الأحوال، أنا لا أقلب هنا المواجع لأفسد على أشقائنا السعوديين فرحتهم الجماعية بنجوم الكرة..
والواقع أني أتمنى، صدقا وصادقا، أن يتكلل مشروع الأمير امحمد بن سلمان بالنجاح في بلد شقيق ووازن ومهم ويتجه بخطى ثابتة لينتمي إلى عصره..
وحتى لا أنسى:
بالتوفيق لابن بلدنا ياسين بونو مع نادي الهلال السعودي.. و”ديما هلال”.