; عندما تنشغل نخبة البلد ب”تلميع” القبح – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

عندما تنشغل نخبة البلد ب”تلميع” القبح

عندما تنشغل نخبة البلد ب”تلميع” القبح
مصطفى الفنمصطفى الفن

“معلومات” كثيرة أو قل اتهامات كثيرة..

ومزاعم كثيرة..

وادعاءات كثيرة..

وربما “افتراءات” كثيرة تفد علينا هذه الأيام من المنفى..

أما نيران هذا “القيل والقال” فقد امتدت إلى “عصب” الوطن وإلى مؤسسات الوطن وإلى موظفين سامين وإلى شخصيات وازنة بالبلد..

لكن هل كل ما يقوله “ناس المنفى” عن البلد صحيح أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد “إشاعات” بعضها فوق بعض؟

مهما كان الجواب عن هذا السؤال فإنه يبقى ربما جوابا شكليا أمام ما هو جوهري في هذه القضية التي تشبه كرة “الثلج”..

والجوهري هو أن “ناس المنفى” شغلوا البلاد والعباد.. وشغلوا ربما كل شيء يتحرك فوق الأرض..

وأقول هذا حتى لو “افترضنا” أن كل ما يقوله “ناس المنفى” أو جله غير صحيح وغير دقيق وربما بعضه كلام مقاهي ليس إلا..

لكن ما هو الحل لهذا “الخرق” الذي يزداد اتساعا في كل اتجاه من نسيجنا الثقافي؟

لا شيء يلوح في الأفق طالما أن صحافة البلد ونخب البلد ونخبة النخب بالبلد تنشغل ربما بالهامش عوض الانشغال بالمتن..

وأقصد هنا أن الجميع “تقريبا” انشغل اليوم بتلميع “القبح” المهدد للبنيان وبتلميع صناع “محتوى” بعينه..

يقع كل هذا رغم أن هذا “المحتوى” مدمر للشخصية المغربية ومدمر للذوق العام ومدمر للمشترك الوطني ومدمر للركائز ومدمر لأسس النسق..

وظني أن منطق الانتماء إلى الوطن يفرض أن ننشغل بصورة بلد وبسمعة بلد يتعرض اليوم إلى “شبه حملة” منهجية تجتاح الأخضر واليابس وتضع الوطن بمؤسساته وبرموزه وبثوابته في قفص الاتهام..

وفعلا إن الأمر بهذه الخطورة وزيادة عندما نرى كيف تحول “خبر صغير” من أخبار المنوعات إلى حدث كبير بل إلى عنوان عريض وإلى الحدث رقم واحد في المغرب..

بل لا أبالغ إذا قلت إن ما يحدث في البلد من اهتمام بالغ ب”القبح” هو أقرب ربما إلى “سوء منقلب” وإلى رزء فادح أصاب الوطن في مقتل..

ولا نملك إلا نقول والحالة هذه:

إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع..

لكن لن نقول إلا ما يرضي ربنا في انتظار “المجهول” المفتوح على كل الاحتمالات في زمن أغبر ما عاد للهيبة معنى.