; مصطفى الفن يكتب عن “الخطر” الذي قد يضع الدولة على سكة المواجهة مع الجياع – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب عن “الخطر” الذي قد يضع الدولة على سكة المواجهة مع الجياع

مصطفى الفن يكتب عن “الخطر” الذي قد يضع الدولة على سكة المواجهة مع الجياع
مصطفى الفنمصطفى الفن

قبل بضعة أيام فقط، خرج مسؤولون حكوميون والناطق الرسمي باسم الحكومة وقالوا إن سبب الغلاء هو البرد وهو المطر وهو الثلج وهو أحوال الطقس المتقلبة..

وها قد زال البرد وانقطع المطر وذاب الثلج واستقرت أحوال الطقس على أشعة شمس حارقة..

لكن، وعوض أن تنخفض أسعار الخضر فإن العكس هو الذي حصل..

وفعلا فقد تجاوز اليوم سعر كيلو واحد من البصل 15 درهم في الأسواق الشعبية وفي أسواق البسطاء من الناس وليس في الأسواق الممتازة وعليه القوم..

يقع هذا الذي يقع في وقت يقود هذه الحكومة حفنة رجال أعمال هم أنفسهم في وضعية “تنازع مصالح” فادحة وفاضحة..

بل إن بعض الوزراء المتورطين في “تنازع المصالح” يقضون معظم أوقات عملهم ليس في التفكير في إبداع الحلول لمشاكل الناس مع غلاء الأسعار..

والواقع أن البعض من هؤلاء الوزراء يقضي معظم وقته في كيفية “الاستفادة الشخصية” من هذا الغلاء الذي يتمدد في كل اتجاه دون ان يواجه بإجراءات حقيقية..

وليس سرا اليوم أنه كلما ازدادت فئات كثيرة من المغاربة فقرا وهشاشة، ازداد مسؤولون حكوميون ثراء غامضا وغنى فاحشا..

يحصل كل هذا لأن المغاربة، بالنسبة إلى هذه الفصيلة من رجال الأعمال التي تدير اليوم الشأن العام، هم ليسوا مواطنين ينبغي التعامل معهم بمنطق المواطنة..

المغاربة، بالنسبة إلى هذه الفصيلة من رجال الأعمال، هم مجرد “زبناء” وينبغي التعامل معهم بمنطق “الهمزة” وبمنطق “الغفلة” بين التاجر والزبون..

وهذا منطق في منتهى الخطورة لأنه لن يوسع رقعة النفوذ والتغول والاحتقان فحسب وإنما قد يضع الدولة في سكة المواجهة المباشرة مع الجماهير الغاضبة ومع الجياع من الناس.