الخبر من زاوية أخرى

هل يتحقق حلم الإفراج عن المهداوي في هذا العيد؟

آذارآذار


أفنى الصحافي حميد المهداوي أكثر من سنتين وهو مقيد المعصمين خلف القضبان بتهم متعددة، نسخ بعضها بعضا، قبل أن تستقر في تهمة واحدة: محاولة إدخال دبابة عسكرية.
 
والحقيقة أن "محاولة إدخال دبابة" ليست تهمة مكتملة الأركان. إنها بلا شك "شبه نكتة" أربكت ربما حتى أكثر من جهة حتى أن بعض القضاة أصبحوا يشتكون من هكذا ملفات.
 
 لكنها بالتأكيد تهمة تسببت في مأساة أسر وعائلات وأطفال وأرسلت صحافيا إلى السجن وحرمت طفلين من حضن أبيهما: سلافة ويوسف.
 
وفعلا، فمن الصعب جدا أن يصدق الناس مثل هذه التهم غير المسنودة بحقائق ووقائع ميدانية على الأرض.
 
ثم إن المهداوي صحافي وليس تاجر سلاح، ومساره الدراسي وتكوينه النفسي والفكري يمنعه من الوقوع في تسويغ العنف فأحرى أن يرتكبه أو يخطط له مع أي جهة داخلية أو خارجية.
 
وهذا ليس استنتاجا مؤسسا على غير هدى من الله  والدليل القوي على ذاك هو أن شريط المكالمة الهاتفية الذي اعتمد كأساس لمحاكمة المهداوي في قضية "إدخال الدبابة" هو نفسه الشريط الذي يمنح ابن بلدة الخنيشات براءته التامة.
 
"أنا ضد العنف"، هكذا، وبالحرف تقريبا، رد المهداوي على ذاك "الأحمق" و"المجهول" الذي اتصل به من الخارج بغير سابق إنذار ولا تنسيق ولا تعارف ليقول ما لا يصدق.
 
وأنا لا يهمني هنا ماذا قال المتصل من الخارج لأن الذي يريد إدخال دبابة عبر سبتة إلى المغرب ربما لا يعرف أن هذه المدينة تحرسها الدبابات الإسبانية.، بل إن الذي يهم هنا هو هذا الرد التلقائي والعفوي للمهداوي: "أنا ضد العنف".
 
إذن لماذا اعتقل المهداوي وعوقب بهذه القساوة؟ 
 
وما هي التهمة المسكوت عنها في ملف اعتقاله وحبسه؟
 
 ولماذا لم يعد "أصدقاؤه" يعتصمون في الشوارع وأمام وزارة العدل كما كانوا يفعلون في عهد مصطفى الرميد؟
 
كل هذه الأسئلة ستظل معلقة وبلا جواب لكن ظني أن المهداوي اعتقل لأنه كان "ضحية" طيبوبة زائدة غيرت فوهة فيديوهاته من انتقاد البيجيدي والحكومة إلى انتقاد بعض الأجنحة المحسوبة على الحكم.
 
وهنا تكمن جرأة المهداوي وشجاعته لأن التخصص في انتقاد البجيدي ووزرائه تحديدا دون باقي الوزراء "ديال بالصح" ليس ربما شجاعة ولا جرأة، بل هو مؤشر جبن بلا شك. 
 
صحيح أنه كان من الممكن جدا أن يغادر المهداوي السجن في أكثر من مناسبة سابقة لكن لا أعرف لماذا تأخر هذا القرار.
 
واليوم بمناسبة عيد الأضحى، أتمنى من كل قلبي ألا يقع ما يضبب الرؤية في قرار الإفراج عن المهداوي لأن العيد بالنسبة إلى سلافة ويوسف ليس هو شراء كبش وإنما هو إطلاق سراح والدهما.
 
فهل يتحقق هذا الحلم الذي طال انتظاره ليقضي المهداوي هذا العيد بمنزله بين طفليه؟ 
 
سنظل متفائلين مهما بدت السماء ملبدة بكثرة الغيوم لأن في هذا البلد حكماء وعقلاء ينتصرون دائما للوطن.