الخبر من زاوية أخرى

كتاب جديد.. لحسن حداد يتعقب جدلية السياسي والتنموي في المغرب

آذارآذار



يجيب  هذا الكتاب للوزير السابق والأستاذ الجامعي والباحث لحسن حداد عن أسئلة بسيطة ولكن أساسية: ما ذا حققناه منذ الاستقلال إلى الآن؟ ما هي إنجازات عصر الإصلاحات الكبرى لما سمي ب"العهد الجديد"؟ ما هي التحديات التي واجهناها ولا زلنا نواجهها؟ وما السبيل للوصول إلى تنمية حقيقية تصون كرامة المواطن وتعيد له الثقة في المؤسسات وفي التجربة المغربية؟ 
 
الأطروحة الأساسية التي اعتمدها الكاتب لحسن حداد هي أن المغرب يتقدم بخطى حتيتة نحو مستقبل واعد ولكنه كلما تقدم في الإصلاح كلما ارتفعت الانتظارات. يجب دائما أن تتذكر هرم مازلو فيما يخص الجاحيات: من ضمنت له قوته اليومي، طالب بالحق في الأمن، ومن صار آمنا طالب بالانتماء إلى مجموعة ما؛ ومن كان له ذلك، يطالب  بالاعتراف؛ وإن حقق ذلك استهدف الإنجاز والنبوغ وهكذا دواليك.  الإصلاح لا يولد الاطمئنان والسكون بل قلقا من نوع آخر، هوياتي، مرتبط بالكرامة وينتظر اعترافا من المجتمع. وهذه قضايا معقدة. ولكن ما هو أساسي هو الإقرار بوحود تراتبية الحاجيات وأنه كلما قضيت حاجة ظهرت أخرى أكبر وأعقد منها. 
 
المقاربة التي اعتمدها الكاتب حداد واقعية وإيجابية حيث تجنب رسم صورة سوداوية عن التنمية في المغرب كما يفعل البعض؛ ولم يتبنى المقاربة الوردية التي يدعو لها البعض الآخر. نعم المغرب حقق الكثير ولكن لا زال أمامه مشوار طويل ويجب توخي الحزم والنجاعة والتدبير الاستراتيجي المحكم والتتبع وهي أمور غائبة عن البعض ممن يسند لهم أمر تدبير التنمية على المستوى الوطني والمحلي وعن  جزء من المنتخبين المحليين.  
 
الكتاب مفيد من الناحية التاريخية والنظرية للطلبة والباحثين والمهتمين. لهذا خصص الباب الأول برمته لمفاهيم ونظريات التنمية والتجارب الدولية و الصراعات السياسية والإيديولوجية حول التنمية. الهدف هو تزويد القاريء المغربي والعربي  بالآليات النظرية والسياسية والعملية لفهم النسق التاريخي والمفاهيمي لإشكالية التنمية دون الإغراق في التجريد والتنظير. ولكنه ركز في الأبواب الأخرى على قضايا التنمية من باب تطوير السياسات العمومية واعتماد مقاربات جديدة فيما يخص الأولويات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وإشراك المواطن. 
  
الكتاب في نظر حداد هو بمثابة نداء لتبني عقد اجتماعي جديد يناسب التطورات السياسية والسوسيولوحية التي عرفها المغرب منذ عقدين من الإصلاح الهادف والجريء وكذا مساهمة نظرية وعملية  في تأصيل النقاش حول النموذج التنموي الجديد الذي نادى به الملك محمد السادس.