بعد أن شبهت السعودية والإمارات ب “داعش”.. الدوحة في “حرج” مع الرباط
لم ينتبه الرأي العام كثيرا إلى التصريحات "الخطيرة" لسفير قطر، عبد الله الدوسري، المعتمد لدى المغرب، في 18 دجنبر الجاري بمناسبة إقامة حفل تخليد ذكرى عيد بلاده الوطني، والتي وَصَفَ فيها دول خليجية ب"الدواعش" نسبة إلى التنظيم الإرهابي الدموي (داعش) الذي يضرب المنطقة العربية ولا سيما في الدول الهشة والفاشلة كسوريا والعراق وليبيا.
وحسب مصادر ديبلوماسية جد مطلعة، فإن هذا التصريح على "أرض المغرب أحدث شرخا ما في جدار الثقة المتبادلة والمسؤولة بين المغرب وقطر".
وكان السفير القطري المعتمد في المغرب قد أعطى تصريحا لقناة قطرية، اعتبرته المصادر الدبلوماسية، ب"غير اللبق وغير المراعي للأعراف الديبلوماسية بين الدول وخاصة بين البلدان العربية الشقيقة"، وقد وصف فيه السعودية والإمارات العربية المتحدة ب"الدواعش".
وقد جاء هذا التصريح على هامش الحفل الذي نظمته سفارة بلاده في فندق "سوفيتيل" بالرباط، والذي حضرته شخصيات مغربية رسمية مهمة، على رأسها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وقد أفادت ذات المصادر الديبلوماسية أن هذا "التصريح كان سيكون عاديا لو تم تسجيله في السفارة أو الإقامة القطرية باعتبارها ترابا قطريا حسب القانون الدولي"، لكن أن "يُعْطَى على التراب المغربي ضد دول لها علاقات إيجابية مع المملكة"، فهذا ما اعتبرته جهات نافذة ب"غير المقبول"، ووصفته بأنه "تمادي يجب تنبيه الخارجية القطرية إليه لتفادي تكراره مرة أخرى".
وهو الأمر، وفق مصادر عليمة، الذي قامت به الخارجية المغربية بطريقة غير رسمية، بهدف عدم السماح بتكرار "عمليات السب والشتم مستقبلا على أرض المغرب ضد دول شقيقة وصديقة للمغرب"، ذلك أن "المغرب بلد محايد وحريص على استقلالية قراراته السيادية"، ولن يسمح بأن تكون "أرضه ساحة معركة للأشقاء العرب" حسب ذات المصادر التي فضلت عدم الإشارة إلى هوياتها.