مصطفى الفن يكتب: “غرق” الدار البيضاء.. من يتحمل مسؤولية ما وقع؟
لم أتابع سوى جزء صغير من أشغال دورة فبراير العادية لجماعة الدار البيضاء التي انعقدت أمس برئاسة عمدة المدينة عبد العزيز العمري.
ومع ذلك استطعت أن أخرج بأهم خلاصة يمكن اعتبارها بمثابة عنوان عريض لهذه الدورة.
إن ما وقع بالعاصمة الاقتصادية للمغرب مؤخرا من فيضانات ومن غرق ومن انهيارات يتجاوز مسؤولية المنتخبين ويتجاوز مسؤولية شركة ليديك ويتجاوز حتى مسؤولية الوالي والعمال..
وظني أن كل هذا الذي وقع بهذه المدينة العملاقة يسائل بدون شك الدولة ويسائل قطاعات متعددة ومتدخلين كثيرين ويسائل أيضا دوائر أخرى لها ارتباط وثيق بصناعة القرار في المركز.
لأن مدينة مترامية الأطراف كالدار البيضاء لا تحتاج الى إمكانيات ومؤهلات وطاقات وميزانيات جماعة حضرية مهما علا سقفها وارتفعت أرقامها..
والحقيقة أن الدار البيضاء تحتاج الى جيل جديد من الأوراش الكبرى ومن المشاريع الكبرى ومن الخدمات الكبرى..
وربما تحتاج أيضا الى جيل جديد من المنتخبين ومن الولاة ومن العمال ..
لكنها تحتاج حتما إلى استثمار عمومي ضخم بموارد بشرية مؤهلة وذات كفاءة خبرة عاليتين.
وحتى لا ننسى، الدار البيضاء تحتاج أيضا الى صلاحيات واختصاصات “مكتوبة” بنصوص قانونية دقيقة ولا تحتمل من التأويل إلا وجها واحدا.