جرائم العنف ضد المرأة.. أغلب الضحايا نساء شابات
كشفت تقرير صادر عن مرصد عيون نسائية حول العنف ضد النساء، أن 4063 هي حصيلة النساء المعنفات التي زارت مراكز الاستماع في عدد من المدن المغربية خلال سنة 2016.
وفي هذا السياق أكدت نجاة الرازي، رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء خلال تقديم التقرير السنوي الذي يحمل عنوان "نساء فقيرات في مواجهة العنف"، أن الأرقام التي كشف عنها ضئيلة ولا تعكس واقع النساء في العديد من المناطق المغربية، والتي تواجه جميع أنواع العنف في صمت.
وأبرزت الرازي أن عدد ضحايا العنف يسجل استقرارا منذ سنوات ويكشف عن استمرار هذه الظاهرة التي تحصد ضحايا عدة ، بل تقضي على أرواح نساء في مقتبل العمر مشيرة إلى أن العنف خلال السنة الجارية قضى على أرواح سبعة نساء، وستة قتلى وحالة انتحار واحدة.
ویسعى حسب المتحدثة نفسها استثمار المعطیات الإحصائیة لسنة 2016 التي أمدتهم بھا بعض الجمعیات المشرفة على مراكز الاستماع للنساء ضحایا العنف بمختلف المدن، وذلك من أجل إبراز العلاقة بین العنف والفقر.
وجاء في هذا التقرير الذي عرضت تفاصيله الفاعلة الجمعوية نفسها أن معظم الوافدات على مراكز الاستماع الذي وصلن إليه عن طريق الصدفة في بعض المدن المغربية من قبيل الحسيمة وشفشاون والعرائش وطنجة ومرتيل والمضيف ووزان الدارالبيضاء ونبي ملال وأكادير، أغلبهن شابات تتراوح أعمارهن بين 18 و 38 سنة، من بينهن 155 حالة يقل عمرها عن 18 سنة و37 حالة يفوق عمرها 60 سنة.
وكشف التقرير نفسه أن 38،93 في المائة من هذه النساء يعشن في سكن صفيحي أو في غرفة واحدة، وأن 60،03 لا يتمتعن باستقلالية اقتصادية وأن اللاتي تمارسن عملا اقتصاديا يقتصر في أغلب الأحيان على العمل في البيوت.
ووقف التقرير عند أنواع العنف ، اعتمادا على الحالات التي زارت مراكز الاستماع، على أن الضرر النفسي يتصدر قائمة الأضرار التي تمس النساء المعنفات.
وبالمناسبة سجل مرصد عيون نسائية في تقريره غياب سياسة عمومية في مجال مناهضة العنف ضد النساء وغياب إرادة فعلية في النهوض بأوضاع النساء وإقرار المساواة بين الجنسية.
وأوصى التقرير في خلاصته إلى ضرورة ملاءمة القوانين الوطنية مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، خاصة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وإخضاع مشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء 103-13 لمراجعة جذرية وشاملة لضمان مراعاته للمعايير الدولية ولمطالب ومقترحات الحركة النسائية المغربية قبل إعادة عرضه على البرلمان.
ويشار إلى أن المرصد المغربي للعنف ضد النساء "عیون نسائیة" يصدر تقریره السنوي التاسع ھذه السنة، بمناسبة الحملة العالمیة لمناھضة العنف ضد النساء ، الممتدة بين 25 نونبر و10 دجنبر من كل سنة، كما دأب على ذلك منذ تأسیسه سنة 2006.