الخبر من زاوية أخرى

“حصلة” رئيس الحكومة..

“حصلة” رئيس الحكومة..
مصطفى الفنمصطفى الفن

قمة المفارقات هي تلك التي تحدث هنا في هذا البلد غير السعيد ربما..

ولو أن رئيسنا في الحكومة يقول عكس ذلك تماما:

“ناس الحوز فرحانين.. وأكادير حتى هيا”..

الذي نعرف أن القانون يمنع الجمع بين العضوية في البرلمان وبين رئاسة مجلس عمالة أو مجلس إقليمي..

لكن هذا القانون لا يمنع الجمع بين العضوية في الحكومة وبين رئاسة جماعة..

ولا يمنع أيضا حتى الجمع بين رئاسة الحكومة وبين رئاسة جماعة من الجماعات كما لو أن هذا النوع من البشر غير مكون شحم ولحم..

وهذا حال السيد عزيز أخنوش الذي يرأس، حاليا، بلدية أكادير أو المدينة التي كادت أن تشعل الاحتجاجات في البلد بكامله..

ويرأس أيضا الحكومة..

ويرأس البر..

ويرأس البحر..

ويرأس الجو..

ويرأس كل شيء يتحرك فوق الأرض..

ويا ليت ولد الحاج اوحماد نجح في هذه المهام والمسؤوليات المتعددة التي أسندت إليه في سياق سياسي خاص..

وكان ربما قدرنا أن نرضى بالهم دون أن يرضى بنا..

نعم يا ليته نجح في مهامه ومسؤولياته لأنه نجاحه المفترض سيعود بالنفع على الوطن بكامله..

لكن أن يتسبب الإهمال في “قتتل” قرابة 10 أرواح في شهر واحد..

وفي مستشفى يحمل اسم “الحسن الثاني”..

وفي مدينة هي “عاصمة الوسط”كما وصفها الملك محمد السادس..

وأيضا في مدينة يسيرها رئيس الحكومة فهذا ليس نجاحا ولا حصيلة مشرفة..

والواقع إن الأمر هو أشبه ب”حصلة” حقيقية وهو إهمال ببعد “إجرامي” يستدعي المساءلة والمحاسبة…

لماذا؟..

لأن حياة الناس وأرواح الناس ليست لعبة بيد رئيس حكومة يكره الفقراء و”لا يشبع” ويدافع عن “رزقه” وعن تجارته من داخل مؤسسات الدولة سرا وعلانية دون أن يجد سلطة مضادة توقفه “عند حده”..

كما أن حياة الناس وأرواح الناس هي أغلى من أن نترك مصيرها بيد جيل جديد من الوزراء الذين لا يعرفون حتى عنوان مقرات الأحزاب التي استوزروا باسمها..

طبعا لن أتحدث عن وزير الصحة الحالي الذي أعلن في سابقة من نوعها عن “تضامنه” المطلق واللا مشروط عن ضحاياه بمستشفى “الموت” بعربية غير موجودة في أي معجم من معاجم لغة الضاد..

قلت:

لن أتحدث عن ممثل “المدام” في حكومة بلد عريق مثل المغرب في هذا الزمن الأغبر..

لأن هذا الوزير الشاب الذي قطر به الفراغ هو مجرد صفر على الشمال في معادلة الإصلاح..

ثم إن معادلة الإصلاح تتطلب الرجال والنساء الذين لهم “الكبدة” على البلاد ولا تتطلب رجالا ونساء يعترضون الصفقات العمومية من النوافذ ومستعدين أن يفروا من الوطن في أول امتحان..