الخبر من زاوية أخرى

عندما يتحول “التجويع” إلى سلاح فتاك ضد الأطفال.

عندما يتحول “التجويع” إلى سلاح فتاك ضد الأطفال.
مصطفى الفنمصطفى الفن

يبدو أن العالم وصل، اليوم، إلى الدرك الأسفل من “الهمجية” ومن “التوحش” ومن “البهائمية” أيضا..

وفعلا أي تحضر وأي تمدن وأي ضمير إنساني أو حقوقي في عالم يقف، اليوم، “عاجزا” عن فعل أي شيء أمام “إباااادة جمااااعية” تمارس في حق شعب بكامله وفوق أرضه؟!..

وأي حضارة هذه التي تجعل من “التجويع المنهجي” سلاحا فتاكا ضد البراءة وضد الرضع وضد الأطفال وضد النساء وضد الشيوخ وضد المرضى؟!..

والواقع أننا أمام إنسانية تجردت من إنسانيتها وفضلت أن تكتفي بالتفرج على ناااازية جديدة أتت على الأخضر..

وأتت على اليابس..

وأتت على الحرث..

وأتت على النسل..

وأتت على أشجار الزيتون..

وحولت مدنا بكاملها إلى مقابر جماعية وإلى بقايا رماد وأطلال..

لقد انتظر الجميع أمس قرارا من مجلس الأمن يسمح بتدفق المساعدات ويسمح بوقف إطلاق النار لأنه ما عاد، أصلا، أي معنى لإطلاق النار على جثث لم تجد من يدفنها وعلى شعب احترق بالكامل وعن آخره..

نعم لقد انتظر الجميع هذا القرار من مجلس الأمن لعل ذلك يخفف بعض الشيء من هول وبشاعة آلة جهنمية لم تبق ولم تدر أي شيء لم تسوه مع الأرض..

لكن الذي وقع هو أن أمريكا خرجت عن الإجماع الدولي واختارت الاصطفاف مع العدو الأول للإنسانية..

ولم تكتف بهذا، بل إنها استخدمت حق الفيتو حتى لا يتوقف مسلسل القتتل والذذبح والدمار الشامل..

وحصل هذا الفيتو الأمريكي أيضا حتى لا يستعيد الأطفال بعض الابتسامة وسط هذه الأجواء الجنائزية التي طال ظلامها أكثر من اللازم..

فماذا يعني أن تستخدم أمريكا حق الفيتو ضد دخول المساعدات إلى GAزززة وضد وقف إطلاق النار؟!..

هذا معناه أن الإباااادة الجماعية التي ترتكب اليوم فوق تلك الأرض الطاهرة هي ليست من فعل “عدو” واحد..

يقينا أن الفاعلين الأصليين، في هذه الجرائم ضد الإنسان وضد الإنسانية وضد الأطفال، هم كثيرون وفي مقدمتهم الراعي الأول لهذا العالم غير المتحضر..

وهذه مناسبة لأقول أيضا:

إن عالما يتفرج على أطفال يموتون جوعا وتجويعا هو عالم غير جدير بأن يفتخر الإنسان بالانتماء إليه..
..
مصطفى الفن