عندما هرب مدير CNSS إلى الأمام..
لا أعرف من هو هذا “العبقري” الذي “حرر” بلاغ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في هذه القضية التي أثارت ذهول المغاربة؟..
وأتحدث هنا عن قضية تسريب معطيات شخصية “حساسة” طالت شخصيات وازنة في هرم الدولة وغير الدولة..
محرر هذا البلاغ العجيب الغريب تحدث بلغة غامضة تكاد تقول الشيء ونقيضه في قضية تحتاج إلى لغة صريحة وواضحة لطمأنة الناس على أسرارهم ومعطياتهم الشخصية..
لكن يبقى الخطير في بلاغ هذا الصندوق العجائبي هو اللغة “التهديدية” التي تحدث بها في حق كل من أعاد نشر هذه التسريبات..
وحذر بلاغ الصندوق في هذا المنحى مما أسماه “نشر أو مشاركة البيانات المسربة أو المزورة، تحت طائلة المساءلة القانونية”.
حصل هذا “التهديد” رغم أن العالم كله نشر هذه التسريبات ولم تعد سرا من الأسرار..
والواقع أن مدير هذا الصندوق كان عليه أن يعتذر للمغاربة..
لماذا؟
لأن الرجل، الذي يتقاضى أجرا سمينا في وقت يتقاضى الناس أقل من الفتات، لم يكن في مستوى الثقة الملكية التي وضعته على رأس هذا الصندوق لحماية المعطيات الشخصية للناس..
ورأيي أن مدير هذا الصندوق مطالب بأن يحمد الله تعالى لأن المتضررين من هذه التسريبات لم يجرجروه أمام المحاكم لأن في عهده وقعت مثل هذه الأضرار غير القابلة للعلاج ولا للترميم..
أما المنطق السليم، فيفرض ربما أن يقدم مدير الصندوق ومن معه استقالتهم الفورية عوض إصدار بلاغات “عنترية” تبرر الفشل و”تشرعن” الهروب إلى الأمام.