الخبر من زاوية أخرى

“الاحتكار” الخطير..

“الاحتكار” الخطير..
مصطفى الفنمصطفى الفن

لفهم ما يجري اليوم من غلاء ومن توتر علينا ربما أن نعود إلى حوار هام أجراه الزملاء في موقع “ميديا24” مع أحمد لحليمي وهو وقتها يشغل منصب المندوب السامي للتخطيط..
حصل هذا في يناير من سنة 2022 إذا لم تخنني الذاكرة في هذه الأجواء الرمضانية..
في هذا الحوار، كشف أحمد لحليمي عن رقم استثنائي سجله المغرب سنة 2021..
وهذا الرقم هو 7,2 في في المائة كنسبة نمو..
جرى هذا في وقت كانت كل التوقعات، بما فيها توقعات والي بنك المغرب وتوقعات المؤسسات النقدية الدولية، تقول إن نسبة النمو بالمغرب لسنة 2021 لن تتجاوز 6,8 في المائة..
وعندما نتحدث عن سنة 2021 فهذا معناه أن هذه النسبة الاستثنائية من النمو سجلت في عهد حكومة العثماني التي كان الجميع “يتنمر” عليها وعلى رئيسها بمن فيهم كاتب هذه السطور..
لكن لحليمي عاد ليقول أيضا إن المشكل رقم واحد في المغرب هو “ضعف الإنتاجية”..
وهذا الضعف في “الإنتاجية”، بالنسبة إليه، بدأ مع سنة 2010 لتظل هذه الإنتاجية في نزول مضطرد..
وضعف “الإنتاجية” في نظر لحليمي هو ناتج عن ضعف العمل..
ولحل هذه الإشكالية، يقترح لحليمي أن نوزع العمل على الناس لا أن نوزع عليهم دخلا..
لماذا؟
لأن الدخل، في نظر لحليمي، هو ثمرة للعمل مع ضرورة أن يكون هذ العمل منتجا لا أن يكون “فرصة” أو “امتيازا”..
ولعل الحليمي يلمح هنا إلى المشروع الفاشل والمعروف ب”أوراش” الذي تحول فعلا إلى “أرواس” بعضها فوق بعض..
ودون أن ننسى أيضا ما جرى في هذا المشروع من أعطاب ومن اختلالات تبددت فيها أموال كثيرة على الفراغ..
أحمد لحلمي دق أيضا في الحوار نفسه ناقوس الخطر في أكثر من قضية وأرسل أكثر من رسالة مشفرة حول مستقبل البلد مع حكومة السيد أخنوش..
وهكذا تحدث لحليمي في هذا المنحى عما سماه “انعدام الاستقلال الغذائي” بالمغرب..
وتحدث أيضا عن مغرب يستورد أكثر من 40 في المائة مما يستهلك..
كما تحدث عن الكيفية غير الصحية التي يستثمر بها شركاؤنا الأوربيون بالمغرب..
وقال بهذا الخصوص إن هؤلاء الشركاء غالبا ما يستثمرون في مشاريع لكن ب”أموال سهلة”..
لحليمي حذر أيضا مما هو قادم وقال إنه يتوقع أن تنزل نسبة الاستهلاك لدى الأسر إلى 1,1 في المائة بعد أن كانت النسبة بمعدل 4 في المائة..
ولم يفت لحليمي أن يدعو الحكومة الحالية إلى ضرورة أن تكون صريحة مع المواطنين المغاربة لتضعهم في صورة هذه الصعوبات التي تنتظرهم..
لكن المثير في هذا كله هو هذا “الكلاش” الذي وجهه أحمد لحلمي إلى عزيز أخنوش دون أن يذكره بالاسم:
“لدينا حكومة لها عمليا هيمنة على البرلمان وعلى كل وسائل التعبير السياسي..”..
وربما كاد السيد الحليمي أن يقول أيضا إن لدينا رئيس حكومة هو اليوم مالك كل شيء بما في ذلك إعلام وصحافة البلد بكامله..
ورأيي أن “احتكار” الكلمة هو أخطر أنواع “الاحتكار” الذي يقود “حتما” إلى خراب العمران..
أما صديقنا حميد فليس خطرا على الإطلاق ولا يملك أي شيء عدا الكلام..