الخبر من زاوية أخرى

الإبااااادة تتواصل.. لكن “معلش”..

الإبااااادة تتواصل.. لكن “معلش”..
مصطفى الفنمصطفى الفن

أستأنف “العدو”، من جديد، إباااادته وإجراااامه ضد شعب أنهكه الجوع وأنهكه الحصار وأنهكه الصوم ولا زال، إلى حد الآن، لم يدفن حتى موتاه..
بل لا زال يبحث عن جثثه وعن مفقوديه تحت الأنقاض وتحت الخراب في هذه الأجواء الرمضانية الصعبة بسبب هذا الحصار الشامل أمام أعين العالم..
العدو استأنف هذه الإبااااادة في حق شعب أعزل وهو يعرف جيدا أن ضحايا عدوااانه لن يكون سوى الأطفال والشيوخ والنساء لا غير..
ولست في حاجة إلى التذكير هنا بالأرقام المخيفة عن عدد الأطفال والنساء الذين أبادهم العدو خلال 15 شهرا من حرب لم تبق ولم تدر أي شيء لم تسوه مع الأرض..
ثم أي نوع من البشر هذا الذي يلقي بأطنان القنابل ويلقي بآلاف الصواريخ المتفجرة على أطفال وعلى طفلات في عمر الزهور لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فوق أرضهم أبا عن جد..
لكن “معلش”..
هكذا رد الصحافي الفلسطييييييني واااائل الدحدوح إثر مصاب جلل استشهدت فيه الزوجة واثنان من أطفاله وبعض أحفاده برصاص العدو دفعة واحدة..
ومع ذلك، علينا ألا ننسى أيضا أن تلك اللفظة التلقائية والعفوية التي جرت على لسان الصحافي الدحدوح هي لا تعكس حالة فردية عابرة..
أبدًا..
والحقيقة إنها تعبير عن حالة عامة لشعب قدره هو أن يتصالح مع الموت وأن يقبل على الموت مهما كان الثمن..
وهذه المصالحة مع الموت..
وهذا الإقبال على الموت، لدى هذا الشعب غير العادي، هو الذي يمنح الحياة من جديد للقضية نفسها..
قضية حق أي شعب من شعوب الأرض في مقاااااومة الغزاة والمحتلين أجمعين خاصة إذا كانوا مكبلين ومطاردين بمذكرات اعتقال دولية صادرة عن قضاء دولي وعن محاكم أممية..