قضية ألف شقة و23 مليارا.. هكذا اختارت ابنة الصالحين أن تكون مع بن الضو ضد أبو الغالي..
واهم من يعتقد أن “الصراع”، الذي يجري حاليا داخل البام، هو صراع سياسي صحي ومطلوب ومتفهم بين جناحين أو أكثر، داخل “حزب الدولة”..
أبدًا..
والواقع أن هذا الذي يجري حاليا داخل حزب صديق الملك ليس له أي اسم حتى لا أقول شيئا آخر..
بل إن المثير في هذا “الصراع”، الذي وصل اليوم إلى المحاكم والى المحكمة المدنية بالرباط تحديدا، هو أنه صراع خلا من السياسة بالمعنى النبيل..
وربما يمكن القول أيضا إنه “صراع” وقوده التجارة والمصالح الخاصة وتبادل المنافع وربما حتى “اعطيني نعطيك”..
والضحية رقم واحد في هذا الصراع هو مصالح الناس ومصالح الوطن وسمعة الوطن أيضا..
وأنا هنا لا أكتب إنشاء حول رحلة صيد أو حول رحلة استجمامية على شط البحر لم تحدث أصلا..
وسامح الله نساء الحزب وبعض رجاله لأنهم استكثروا علينا حتى أن نميز بين انتقاد أداء وزيرة وبين ممارسة “العنف” ضد “النوع الاجتماعي”..
ثم إن هاته التي تشكو من “العنف” ضد “النوع” هي وزيرة وعمدة وابنة “باشا”..
وحفيدة “قايد” سارت بذكره الركبان..
وهي أيضا امرأة نافذة يخافها حتى بعض الرجال وتدعي وصلا ب”الفوق”..
واسألوا أرملة الراحل عمر الجزولي العمدة الأسبق لمدينة مراكش فعندها الكثير من الأسرار..
كما أن أرملة الراحل الجزولي عاشت الكثير من الأحداث المؤلمة و”شاهدة على عصر” وعلى “ظلم مرحلة” “أساء” فيها البعض إلى الفكرة وإلى كل شيء وإلى المؤسس نفسه الذي غادر الحزب غاضبا من مثل هذا الذي يحدث اليوم..
طبعا وأنا أذكر بهذا، لأني لم أفهم أيضا كيف أن ابنة الصالحين لم تجب عن أهم سؤال في هذا الصراع الذي اتخذ طابعا تجاريا بين زميلين في حزب واحد:
لماذا اختارت السيدة الأولى داخل البام أن تكون مع رجل الأعمال عبد الرحيم بن الضو ضد صلاح الدين أبو الغالي في هذا النزاع التجاري؟
حصل هذا لأن الوزيرة هي طرف ثالث وربما هي طرف محوري في هذا النزاع الثنائي والتجاري الصرف..
كيف ذلك؟
بكل بساطة لأن ابنة الباشا “اشترت”، عبر شركة “إدماج سكن” التابعة لقطاعها الوزاري، ألف شقة من المسؤول الجهوي للحزب بن الضو بما قيمته 23 مليار سنتيم إذا ما تذكرت الرقم جيدا..
وأنا أخشى أن يكون قرار تجميد عضوية أبو الغالي في لجنة القيادة الثلاثية له علاقة ربما بالمصير الغامض لهذه ال23 مليار وبهذه الألف شقة ولا علاقة له بمعركة التخليق ولا بالذمة الأخلاقية لهذا القيادي أو ذاك..
ثم إن الذي يعرفه العام والخاص هو أن هذا المشروع السكني موضوع النزاع بين بن الضو وبين أبوالغالي اصطدم بالحائط وأصابه الإفلاس بعد أن دخل على الخط منعش عقاري آخر من الحزب نفسه..
كما أن بعض العارفين بخبايا هذه الملف لا يستبعدون أن تكون وزارة الإسكان دخلت على الخط في هذا المشروع السكني واشترت ألف شقة من بن الضو فقط لتنقذ منعشا عقاريا ينتمي للحزب و”يدعم” الحزب من إفلاس مبين..
وأنا أتمنى أن أكون مخطئا خاصة أن البعض يتحدث عن كون المسطرة كانت “قانونية” وأشرفت عليها ولاية الجهة واستفاد منها أكثر من منعش عقاري وليس بن الضو لوحده..
ومع ذلك فإن هذه القضية تبدو كما لو أنها أقرب إلى “فضيحة” أخلاقية وسياسية وقانونية تستوجب ربما “العزل السياسي” التلقائي إذا ما صح هذا “القيل والقال” الذي يروج في بعض الصالونات المغلقة..
وأيضا إذا ما صحت تلك المعلومات والقنابل التي فجرها شاب مطرود من البام اسمه أحمد الوهابي عن زوج وزيرة وعن جمعية عائلية تعيش من “نسبها الشريف” كما لو أن باقي المغاربة مجرد “حراطين” ولا يستحقون “العيش” فوق هذه الأرض.