الخبر من زاوية أخرى

حزب البام.. حتى نفهم جيدا خلفيات قضية أبو الغالي..

حزب البام.. حتى نفهم جيدا خلفيات قضية أبو الغالي..
مصطفى الفنمصطفى الفن

ماذا يمكن أن يقول أي صحافي أو حتى خصم سياسي عن حزب البام؟

لا شيء..

والواقع أن ما يقوله أبناء البام ومسؤولو البام عن حزبهم فاق كل التوقعات وسيعزز ربما تلك الصورة السلبية والقاتمة التي ارتبطت بهذا الحزب..

أما هذا الذي هدم، اليوم، حفلة البام ببيان احتجاجي عاصف فهو واحد من الأمناء العامين الثلاثة الذين هنأهم ملك البلاد شخصيا بهذه الصفة وفي برقية واحدة..

وأتحدث هنا عن صلاح الدين أبو الغالي الذي قال “تقريبا” كل شيء في بيانه وهو يوجه كلامه إلى ابنة الباشا ومن معها:

“انت تستقوين علينا بالفوق وبالجهات العليا ضدا على الدستور وعلى القانون وعلى التعليمات والخطب الملكية..”..

“أنت تمارسين التحكم وتمارسين كل السلوكات الرعناء والاستبدادية..”..

“أنت تعتبرين الحزب مجرد ضيعة خاصة بك”..

أبو الغالي، الذي كتب هذا البيان بمداد ممزوج ب”حكرة” طافحة شعر بها مع “لوبي مراكش”، كاد أن يقول أيضا:

“أنت تريدين أن تجعلي من جميع قادة الحزب مثل كودار ومثل التويزي أو مثل فيدورات يشتغلورن عندك في أعمال السخرة..”..

المهم وأنا أقرأ بيان أبو الغالي حصل عندي ما يشبه “الاقتناع” إذا ما صح هذا الذي جاء في البيان نفسه..

و”اقتناعي” أن الأمين العام الذي تم تجميد عضويته في القيادة الجماعية للحزب هو ربما “أنقى” من هؤلاء الذين اتخذوا قرار التجميد..

وأفتح هنا قوسا لأقول إني انتقدت ابو الغالي أكثر من مرة وبحدة زائدة وبعبارات نارية أيضا..

وظني أن ابو الغالي لم يذكر، عبثا، اسماء بعينها في هذا البيان وإنما ذكرها بهدف إرسال رسالة هذا نصها:

“السيدة المنسقة، قبل أن تتهميني أنا بالفساد، انظري أولا إلى من يجلس حولك..”..

بيان أبو الغالي كشف أيضا حقيقة مرة وهي أن هذه المرأة، التي أعطاها المشرع، لا سامحه الله، إمكانية الجمع بين التعويضات السمينة..

وبين تسيير وزارة كبيرة..

وبين تسيير مدينة كبيرة..

وبين تسيير حزب هو القوة السياسية الثانية في البلاد..

إنها ليست سوى امرأة بسيطة جدا جدا وبتكوين سياسي متواضع جدا جدا..

لماذا؟

لأن أمينة عامة لحزب سياسي ومحامية، ولو أنها لم تمارس المهنة ولم تمارس حتى تمرين المهنة، “عجزت” أن تحل حتى مجرد خلاف تجاري بين زميلين في الحزب، فكيف إذن ستحل مشاكل الوطن والمواطنين؟

المحير أكثر في هذه القضية الملغزة هو أن سعادة المنسقة انتصرت لزميل ضد زميل آخر لأسباب غير معروفة..

كما أني لم أفهم كيف أن أمينة عامة لحزب سياسي، وتمني النفس بأن تكون رئيسة حكومة، تتخذ قرارات لا يتخذها حتى “الهواة” والمبتدئون في السياسة؟!..

وفي التفسير لا تجد المعنية بالأمر أي حرج في أن تقول إن هذا القرار ‘نازل من الفوق”..

حصل هذا دون أن تكلف نفسها حتى عناء قراءة القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب..

طبعا كلنا يعرف كيف وصلت ابنة الباشا إلى المناصب والكراسي الوثيرة حتى بدون مجهود..

كما نعرف أيضا كيف ازدادت وفي فمها ملعقة من ذهب..

ويكفي أن نذكر هنا أننا أمام سليلة أسرة لا تشبه باقي أسر العديد من النساء المناضلات اللواتي التحقن مبكرا بالبام قبل أن يطالهن الإهمال والتهميش..

خديجة الكور نموذجا..

بل كلنا يعرف أيضا كيف أوصى الوالد بالبنت خيرا بعد أن دعم الحزب بكل أنواع الدعم بما فيه الدعم المادي..

فماذا يعني هذا كله؟

هذا معناه أن “الدوباج” أعطى مفعوله في سياق وطني خاص حتى أن أمينا عاما سابقا لهذا الحزب قال في اجتماع رسمي لمكتبه السياسي:

“أنا إيلا اهضرت، راه كلشي غادي يجمع باليزتو ويهرب للخاريج”..

ومع ذلك لا بأس أن أقول إن ما يحصل في حزب البام خاصة هنا في الدار البيضاء هو في الواقع ليس سوى الجزء الظاهر من تداعيات قضية ايسكوبار الصحراء..

وأقول هذا لأن هذه “الاصطدامات” بين بعض ديناصورات الحزب ليست جديدة وإنما هي اصطدامات قديمة..

وما كان لهذه “الاصطدامات” أن تخرج إلى العلن لولا “إغلاق” الفيلا المعلومة التي كانت مفتوحة في وجه الجميع لحل مشاكل الحزب وحل مشاكل غير الحزب وحل مشاكل التجارة أيضا.