الخبر من زاوية أخرى

هكذا اصطف كبار حزب الاستقلال مع “الجلاد” ضد “الضحية”..

هكذا اصطف كبار حزب الاستقلال مع “الجلاد” ضد “الضحية”..
مصطفى الفنمصطفى الفن

قبل قرابة ستة أشهر، تفجرت “فضيحة أخلاقية” مدوية “هزت” أركان حزب الاستقلال وقسمت قيادته إلى قسمين:

قسم مع “الضحية” وقسم آخر اختار الاصطفاف مع “الجلاد”..

وأتحدث هنا عن ذلك “التسجيل الصوتي” المنسوب إلى قيادي استقلالي لم يكتف ب”استباحة” عرض وكرامة وخصوصيات امرأة وزميلة في الحزب فقط..

القيادي الاستقلالي المعني “استباح” أيضا حتى أعراض وكرامة وخصوصيات عائلة “الضحية” بنسائها ورجالها وأطفالها أمام أمة سيدنا محمد بكاملها..

لكن ما هو الجديد في هذه القضية بعد كل هذا الزمن الطويل من “التسويف” ومن الضغوط على “الضحية” لكي تتنازل عن شكايتها ولكي لا تمس أي “زغبة” من شعر “الجلاد”؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال، دعوني أن أذكر ببعض “الأعطاب” التي عرفتها هذه القضية..

أسجل ابتداء أن القيادي الاستقلالي “رفض” في البداية التجاوب مع استدعاءات كثيرة من أجل الاستماع إليه في هذه القضية من طرف المؤسسات المختصة..

بل راجت أخبار في محيط “الجلاد” أن هذه المؤسسات المختصة لن تستطيع مساءلة “الجلاد” في هذه القضية طالما أن هذا الأخير ينتمي إلى الريف..

وحتى الحزب، ورغم أنه أزاح “الجلاد” من كرسي رئاسة الفريق النيابي بمجلس النواب، إلا أن حزب علال الفاسي كان، فعليا وعمليا، “ضد” المرأة” وضد هذه “الضحية” التي تعرضت إلى “الإبادة”..

وتعرضت إلى “التدمير” وإلى الدمار..

وتعرضت إلى “القتل” الرمزي في بلدة صغيرة ومحافظة جدا اسمها “تاركيست”..

وربما لا أبالغ إذا قلت إن قيادة الحزب لها مسؤولية معنوية وأخلاقية وسياسة وربما حتى قانونية في هذه القضية..

لماذا؟

بكل بساطة لأن قيادة الحزب وضعت يدها في يد “الجلاد” وربما ضدا على رسالة ملكية تدعو البرلمان والبرلمانيين إلى اعتماد مدونة أخلاقيات للرفع من منسوب التخليق في الحياة السياسية..

جرى هذا في وقت كان على قيادة الحزب أن تحمي امرأة من هذا “الاضطهاد” ومن هذا “الترهيب” الذي تتعرض إليه أمام العلن..

وفعلا، فحزب سياسي، كبير وعتيد وارتبط تاريخه بتاريخ المغرب وفيه الكثير من الشرفاء ومن المناضلين، ما كان عليه أن يحمي “جلادا” أو يسند إليه مسؤوليات حزبية وانتدابية لها ارتباط وثيق بمصالح الناس وبكرامة الناس وبحريات الناس..

وأنا أذكر بهذا كله لأني جد مصدوم من هذه التطورات الأخيرة التي عرفتها هذه القضية التي دمرت كل شيء في حياة امرأة وفي حياة عائلة بأكملها..

وآخر هذه التطورات هو أن أقرب الناس إلى “الضحية” اصطف هو أيضا مع “الجلاد” ونزل بكل ثقله المالي وارتباطاته بالسفارة الأمريكية لكي تتنازل “الضحية” عن شكايتها ضد “الجلاد”..

حصل هذا فقط لأن هذا “القريب” البعيد ثري جدا ويريد أن يدخل قبة البرلمان ب”صباطه” وبأي ثمن..

أما “أم الضغوطات” في هذه القضية فهي ما فعله بعض النافذين في الحزب وفي نقابة الحزب وربما يتمتعون أيضا حتى ب”الثقة الملكية”..

وأذكر في هذا المنحى أن “الترهيب” وصل إلى حد “مساومة” “الضحية” ب”منصب” في مجلس المستشارين بتعويض شهري قيمته أربعة ملايين سنتيم مقابل التنازل عن شكايتها ضد زميلها في الحزب..

وقائع هذا “الضغط”، الذي رافقه التهديد والوعد والوعيد بما في ذلك الادعاء بثقة زائدة في النفس أن القضاء سينتصر ل”الجلاد”، جرت على هامش حفل الولاء الأخير الذي احتضنته مدينة تطوان..

فماذا أقول ختاما؟

لا شيء في انتظار أن تقول العدالة كلمتها الأخيرة في ملف تضرر منه الكثيرون وتضرر منه حتى بعض الأبرياء أيضا.