الخبر من زاوية أخرى

مندوبية التخطيط.. هكذا انتصر الحليمي للتي هي أدنى

مندوبية التخطيط.. هكذا انتصر الحليمي للتي هي أدنى
مصطفى الفنمصطفى الفن

صفقة بقرابة مليارين “مدفوعة” تحت الطاولة مع بعض الشكليات لكن الجوهر واحد طالما أن الضحية هنا هو المال العام..

أما المستفيد من هذه الصفقة “السائبة”، بحسب ما قرأنا في كثير من الصحف، فليس سوى فاعل “محظوظ” من عائلة “محظوظة” بعض أبنائها يصرح علانية بأنه يحلم بأن يكون “أول رئيس دولة” على رأس “الجمهورية المغربية”!!..

حصل هذا “الانحراف” دون أن يجر هذا الابن “المفشش” إلى المساءلة القضائية مثلما جرى مع نادية ياسين ذات حوار مع زميلنا عبد العزيز كوكاس..

لكن من هو أحمد الحليمي الذي يشتت هذه الملايير السائبة، يمينا وشمالا، بلا ذرة من كبدة؟..

إنه واحد من قادة وكبار الاتحاديين، الذي لعب دورا مركزيا في هندسة حكومة التناوب مع الراحل عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله..

لكن مع فارق واحد وهو أن لحليمي قطع صلته مبكرا بالاتحاد وبالاتحاديين وبالفكرة الاتحادية أيضا وتحول إلى مجرد صفر على الشمال في خدمة الذات الصغيرة..

ويعيب الكثيرون على أحمد الحليمي كيف أن مناضلا اتحاديا كبيرا ضحى بكل شيء من أجل منصب صغير يمكن أن يتقلده أي شخص آخر بتكوين تكنوقراطي..

وفعلا، كان المطلوب من رجل “مسيس” مثل أحمد الحليمي هو أن يواصل مشواره السياسي كمنتج للأفكار التي تنفع الوطن والناس..

بل كان المطلوب أيضا من سياسي كأحمد لحليمي هو أن يلعب دورا سياسيا في الكثير من المراحل الصعبة التي اجتازتها البلاد ومعها حزب الاتحاد أيضا..

أكثر من هذا، لم يفهم الكثير من الناس أيضا لغز هذا “الانقلاب” في مسار أحمد لحليمي الذي أدار الظهر للماضي وللحاضر وللمستقبل وتفرغ لما هو أدنى.

وهذا الأدنى لم يخرج عن مجرد امتيازات من “وسخ الدنيا” وبضع ترقيات وربما صفقات للأبناء المدللين في بعض مؤسسات الدولة..

لكن كم لبث أحمد الحليمي في كهف المندوبية السامية للتخطيط؟

إذا لم تخني الذاكرة فالرجل لبث “قرنا” أو “بعض قرن” من الزمن كما لو أن هذه المؤسسة السيادية “مأذونية نقل” محفظة ومسجلة باسمه.

أو دعوني أقول في وعاء لغوي آخر إن السيد لحليمي تقلد هذا المنصب في بداية العهد الجديد..

وها هو العهد الجديد تقادم وما عاد جديدا..

لكن السيد لحليمي لا زال يتحدى الزمان والمكان ولا زال يتحدى كل عوامل التعرية مثل نبتة “صبار”.

بل إن الرجل ظل يجدد جلده ويخلف نفسه سنة بعد أخرى إلى أن غادر ال80 سنة وأصبح يطل على ال90 سنة مما يعد الناس..

حصل هذا في وقت اشترطت وزارة شكيب بنموسى سقف 30 سنة لاجتياز مباريات الولوج الى وظائف بئيسة في قطاع التعليم.

واللافت أيضا هو أن أحمد لحليمي، الذي عمر طويلا على رأس هذه المؤسسة، هو اليوم جد متعب ويتحرك بصعوبة وما عاد قادرا على حمل أي شيء..

بل ما عاد قادرا على أن يحمل حتى كأس “ويسكي” إلى حنجرته الذهبية..

أحمد لحليمي سار على هذه السيرة كل هذا العمر المؤسساتي رغم أن الرجل “غير راض” وربما “غاضب” من الدولة ومن مؤسساتها..

والسبب هو أن بعض أجنحة الدولة العميقة لم تعد تستشيره مثلما كانت تفعل من قبل.

وأقف عند هذا الحد ولا أزيد..