الخبر من زاوية أخرى

الأعاب الاولمبية بفرنسا.. لهذا السبب نسير إلى الخلف لا إلى الأمام!..

الأعاب الاولمبية بفرنسا.. لهذا السبب نسير إلى الخلف لا إلى الأمام!..
مصطفى الفنمصطفى الفن

قرأت تعليقات كثيرة ينتقد أصحابها هذه “الهزائم” التي يحصدها العديد من الرياضيين المغاربة في الألعاب الأولمبية التي تجري حاليا بفرنسا..

بعض التعليقات ذهبت أبعد من ذلك ووصلت إلى حد “التنمر” على مشاركين مغاربة كان حظهم عاثرا أو احتلوا مراتب متأخرة في بعض الرياضات..

لكن يبقى أهم تعليق بالنسبة إلي هو ذاك الذي لا يلقي باللوم على أبطالنا الرياضيين بقدر ما يلقي باللوم على “سياسة رياضية” متعبة تكافئ “الفاشلين” وتهمش “الكفاءات”..


وربما هذا ما يقع في جل الجامعات الرياضية التي يسيرها أشخاص نافذون منذ عقود من الزمن بصفر حصيلة دون أن يجدوا من يحاسبهم أو يجرهم إلى العدالة عما “بددوه” ربما من أموال عامة في الفراغ وعلى الفراغ..

ولا أدري ما إذا كنتم تتذكرون الكلام الخطير الذي “نسب” إلى العداءة المغربية فاطمة الزهراء الكردادي والذي راج بقوة عقب فوزها بالميدالية البرونزية في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت، قبل قرابة سنة، ببودابست المجرية..

وأقصد هنا ما “قالته” وقتها هذه العداءة المغربية حول محنتها مع جامعة عبد السلام أحيزون وكيف أغلق “البعض” في وجهها كل الأبواب وكيف أرادوا تحطيمها وكيف فعلوا كل شيء من أجل تدمير مشوارها الرياضي في أول الطريق..

بل إن هذه العداءة المغربية قالت أشياء في منتهى الخطورة تتجاوز ربما الظلم وتتجاوز “الحكرة” وتتجاوز الإهانة..

وقع كل هذا دون أن تجد العداءة الحماية اللازمة ولا الإنصاف الضروري من طرف مسؤولي هذه الجامعة..

لكن يبقى أخطر ما قالته العداءة المغربية الكردادي، إذا ما صح ذلك، هو أنها كانت تشعر ب”الخوف على نفسها”..

شخصيا فهمت من ثنايا هذا الكلام كما لو أن هذه البطلة، التي شرفت الوطن ورفعت رايته عاليا، لمحت إلى أنها تعرضت ربما إلى “التهديد” من طرف “شخص ما” أو “جهة ما” في محيط الجامعة..

وهنا مكمن الخطورة إذا ما صحت تلك التصريحات ذات الحساسية الخاصة..

ولا أعرف هل السي عبد السلام أحيزون كان على علم بمحنة هذه العداءة أم أنه لم يعلم بها إلا بعد أن أصبحت بطلة وبعد أن صعدت إلى منصة التتويج ببودابست؟

مهما كان الأمر، تبقى جامعة عبد السلام أحيزون مسؤولة وربما “مدانة” معنويا وأخلاقيا عن ذلك “الاضطهاد” الذي تعرضت إليه هذه البطلة “المقاتلة”..

وفعلا إنها بطلة “مقاتلة” وبطلة حقيقية لأنها وصلت إلى منصة التتويج بمجهود فردي خالص وبلا جامعة وبلا دعم الجامعة وربما بدون علم رئيس الجامعة رغم كثرة الألغام التي زرعها أعداء النجاح في طريقها الشاق..

لكن ما عسانا أن ننتظر من رئيس جامعة يهوى “الخلود” وكرر نفسه بنفسه للمرة الخامسة على التوالي على رأس هذه الجامعة؟

وما عسانا أن ننتظر من رئيس جامعة يتحكم في عالم الإشهار وفي عالم الصحافة والنشر بالبلد وأدخل الجامعة في مرحلة عقم غير مسبوق في بلد الأسطورة سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج ونزهة بدوان وغيرهم من النجوم والأبطال..؟..

وما عسانا أن ننتظر من جامعة تشتغل “عشوائيا” وربما خارج القانون منذ 2014 مثلما يقول بعض أهل الاختصاص؟..

وما عسانا أن ننتظر من جامعة برئيس قضى ربما أكثر من 17 سنة على رأس هذه الجامعة ولازال يطمع في ألف سنة أخرى؟..

وما عسانا أن ننتظر من جامعة “بددت” ما يقارب ربما 300 مليار سنتيم دون أن تشيد ولو حلبة سباق واحدة أو مركز رياضي واحد لألعاب القوى في مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء؟..

طبعا لن ننتظر أي شيء.. ولن ننتظر سوى مثل هذه الأخبار غير السارة ومثل هذه الكوراث التي قد تتكرر أيضا في محافل رياضية أخرى قادمة..

لماذا؟

بكل بساطة لأن الأعطاب مزمنة وغير قابلة للعلاج..

وربما لا أبالغ إذا قلت إننا، مع بعض رؤساء الجامعات الرياضية، نسير إلى الخلف لا إلى الأمام..
..
مصطفى الفن