ماذا ربحت المدينة من مهرجان يحتفي سنويا بصاحبته؟
ما هو دور ذلك المهرجان الذي يحتفي بصاحبته كل عام في تلك المدينة التي تذروها “الرياح” من كل جانب؟
شخصيا لا أرى عيبا في أن يكون، لهذه المدينة أو تلك، مهرجان أو أكثر من مهرجان ليس لتسويق هذا الغنى الثقافي والموسيقي الذي تزخر به بلادنا فحسب..
بل وأيضا لصناعة الفرح الجماعي وللانفتاح على ثقافات الشعوب وعلى موسيقى الشعوب وعلى حضارات الشعوب..
لكن يبدو أن المهرجان “المعلوم” استنفد أغراضه ولم يعد ربما سوى مجرد “مأذونية نقل” مذرة للجاه وللمعارف وللنفوذ وربما للدخل ليس إلا..
أما المستفيد من هذه “المأذونية” فليس ربما سوى برلمانية واحدة ووحيدة بلا كتلة ناخبة لكنها تتحرك على هيئة “أخطبوط” بأذرع ممتدة في كل جهات المغرب..
وليس سرا أن المعنية بالأمر أكلت الأخضر..
وأكلت اليابس..
وأكلت من مؤسسات القطاع الخاص..
وأكلت من مؤسسات القطاع العام..
وأكلت من كل شيء يتحرك فوق الأرض دون أن تشبع يوما ما..
حصل هذا حتى مع أنباء تتحدث أحيانا عن تنازع المصالح..
ولن أتحدث عن رفيق الدرب في هذا “الماراطون” الطويل من الاحتكار ومن الأكل الأحادي الجانب لأن قصته قصة..
ثم إن المعنية بالأمر لها أكثر من جنسية غير أن الوطن لم يستفد أي شيء من جنسياتها المتعددة..
بل إن الوطن هو الذي يتكبد ربما بعض الخسائر والحالة هذه..
كيف ذلك؟
بكل بساطة لأن الجنسية المغربية هي مصدر هذا “الترف” الفاحش الذي ينعم به البعض..
والجنسية المغربية هي مصدر هذه الفيلات الفسيحة التي تقام فيها العشاءات الباذخة بحضور علية الناس..
والجنسية المغربية هي ربما مصدر حتى هذه العملة الصعبة التي تصرف في تلك السفريات الكثيرة والعابرة للقارات..
إذن ماذا ربحت تلك المدينة من مهرجان يكرر نفسه كل عام برتابة وربما بلا رؤية لماهية الثقافة ولمعنى الحياة ولمعنى الانتماء؟
لا شيء تقريبا..
وأقف عند هذا الحد ولا أزيد (…).