الخبر من زاوية أخرى

لهذا السبب مول بوصوف ومن معه “أجندة أجنبية”

لهذا السبب مول بوصوف ومن معه “أجندة أجنبية”
مصطفى الفنمصطفى الفن

أعود مرة أخرى لأتحدث من جديد عن قضية عبد الله بوصوف الأمين العام، الذي عمر طويلا، على رأس مجلس الجالية المغربية بالخارج..

وأفتح هنا قوسا لأقول إن هذا المجلس فيها ميزانية محترمة وربما سائبة أيضا..

وقضية بوصوف هي فعلا قضية لأن الرجل الثاني في هذه المؤسسة الدستورية يواجه اليوم تهمة هي أشبه ربما ب”الخيانة الأخلاقية” حتى لا أقول شيئا آخر:

“تمويل أجندة أجنبية بهدف الإساءة المرفقة بالسب والقذف واختلاق الاتهامات والتشهير والمس بمؤسسات سيادية وبموظفين سامين وبشخصيات أمنية وقضائية تشتغل بالقرب من الملك..”..

وأعود إلى هذه القضية ذات الحساسية الخاصة لأن السيد بوصوف ليس شخصا عاديا يمكن أن نلتمس له 70 عذرا..

والواقع أن السيد بوصوف هو أمين عام لمؤسسة دستورية ومعين من طرف ملك البلاد.. وربما كان مرشحا حتى لخلافة أحمد التوفيق على رأس وزارة سيادية هي وزارة الأوقاف..

وربما كان من الممكن أيضا أن يلقي بوصوف درسا حسنيا، في رمضان الحالي، بين يدي جلالته مباشرة بعد الدرس الافتتاحي الذي ألقاه السيد أحمد التوفيق..

وربما قطعت هذه القضية أشواطا متقدمة خاصة أن بوصوف ألف كتابا جديدا يصلح ربما أن يكون ملخصه درسا حسنيا..

الكتاب حمل عنوان “إمارة المؤمنين.. المرجعية الروحية لوسطية الإسلام”..

لكن يبدو أن كل شيء ألغي ربما في آخر لحظة عقب انفجار هذه القضية التي أكيد سيكون لها ما بعدها..

فماذا يعني هذا كله؟

هذا معناه أن السيد بوصوف هو أكبر من أن تخونه “السلطة التقديرية” في قياس خطورة الأفعال ذات الطبيعة الجرمية المنسوبة إليه..

كما أننا لسنا، والحالة هذه، أمام أفعال عرضية إذا ما تأكدت صحة هذه الأفعال..

وظني أننا أمام أفعال ممتدة في الزمان والمكان وربما عمرها تجاوز العقد من الزمن وفيها ربما حتى ما يشبه القصد الجنائي..

أما قيمة تمويل هذه الأجندة الأجنبية التي تستهدف الوطن فقد قاربت ربما 100 مليون سنتيم قد يكون مصدرها هو المال العام وفق بعض التسريبات..

وربما قد تكون هذه القيمة أكثر من ذلك بكثير إذا ما أدخلنا في الحساب مصاريف السفريات ومصاريف تذاكر الطائرات ومصاريف التكفل بدراسة أبناء قادة “الأجندة الأجنبية” وما خفي قد يكون أعظم..

وأنا أقول بهذا استنادا إلى فرضيات تروج في بعض الكواليس على ألسنة بعض المصادر المقربة من هذا الملف..

أكثر من هذا، لقد وصلت الأمور إلى حد التحرك كما لو أننا لسنا أمام مسؤولين مطوقين بواجب التحفظ وإنما أمام أناس هواة ومبتدئين تطاردهم شبهة “تكوين عصابة إجرامية”..

نعم إن الأمور كادت أن تكون كذلك حتى أن بوصوف ومن معه “أبدعوا” ربما تقنيات غير تقليدية في التواصل فيما بينهم وأيضا في التواصل مع قادة “الأجندة الأجنبية”..

ويمكن أن أشير في هذا المنحى إلى أن عناصر هذه الشبكة لم يكونوا ربما يستعملون أرقام هواتف مغربية..

بل كانوا يستعملون أرقاما أجنبية..

ولم يقف “الانفلات” عند هذا الحد، ذلك أنهم أقحموا حتى سائقا مغلوبا على أمره كانت مهمته ربما هي إرسال الأموال عبر أرقام أجنبية إلى من يهمهم الأمر من أصحاب هذه “الأجندة” العابرة للحدود..

حصل كل هذا فقط لأن بوصوف ومن معه أرادوا أن يفروا بجلودهم من آلة التشهير ومن سيف الابتزاز ولا يهم أن يجلد الوطن ورموز الوطن.