عندما رفضت غزلان بنعمر عرضا للعلاج في إسرائيل
غزلان بنعمر..
إنها واحدة من قيادات الصف الأول لحركة احتجاجية خرج أنصارها قبل 13 سنة إلى الشوارع في أكثر من 50 مدينة مغربية تحت هذا الشعار:
“إسقاط الفساد والاستبداد”..
صحيح أني لا أعرف عن قرب هذه الشابة التي رحلت عن دنيا الناس في سن مبكرة..
لكني أتذكر أني التقيتها مرتين أو ثلاث مرات في مناسبات أو سياقات عرضية..
كما أني أعرف جيدا معاناة الراحلة مع مرض قاتل اخترق الجسد والروح بلا سابق إنذار..
وأعرف أيضا معاناتها مع “رحلة علاج” طويلة ومتعبة ومكلفة تجاوزت ربما ست سنوات..
لكن مقابل هذا، أعرف أيضا أن غزلان كانت محبة للحياة..
وكانت تمني النفس بطول العمر لعلها تحقق الكثير من الأحلام..
كما أعرف أيضا أن غزلان كانت يسارية الهوى والقلب..
وكانت “متصوفة”..
وكانت ذات أنفة..
وكانت بعزة نفس استثنائية..
بل كانت عنيدة ومشاكسة حتى أنها فضلت الموت ورفضت عرضا لاستكمال العلاج في إسرااااائيل..
والأهم أيضا أن غزلان كانت تحلم بمغرب حدوده الكرامة والحرية والمساواة..
وأيضا بمغرب بلا فوارق وبلا طبقات وبلا فئات يبغي بعضها على بعض..
رحمك الله.. ولروحك السلام والخلود أيتها “الغزال” الراقدة تحت التراب.