عندما فكر “إيسكوبار الصحراء” في “الهروب” من سجن الجديدة
لماذا “فكر” إيسكوبار الصحراء في “الترحيل” لإكمال عقوبته السجنية ببلده من جهة الأب: “مالي”؟..
سؤال سبق لي أن وعدت بالإجابة عنه في تدوينة سابقة..
لكن قبل ذلك، دعوني أتحدث عما هو أهم من “الترحيل” وهو أن الحاج أحمد بنبراهيم ليس تاجر مخدرات عاديا..
الحاج أحمد بنبراهيم هو تاجر مخدرات عابر للحدود وله شبكة علاقات مع دول ومع بارونات ومع مافيات بأذرع ممتدة في أكثر من قارة..
وربما لهذا السبب، فإن أول شيء فكر فيه “إيسكوبار الصحراء”، عندما وجد نفسه خلف القضبان، هو الهروب من سجن الجديدة..
لكن لماذا تراجع الإيسكوبار عن فكرة “الهروب” من السجن؟
وارد جدا أن يكون هذا التراجع له صلة ربما بالنظام السجني الصارم وأيضا بالحراسة المشددة التي ضربت حوله..
ولأن فكرة “الهروب” اصطدمت بالحائط، فقد جاءت فكرة أخرى وهي فكرة ترحيل السجين المالي إلى بلده لقضاء ما تبقى من العقوبة السجنية هناك..
غير أن هذا “الترحيل” لن يكون بالمجان بحسب رواية الإيسكوبار المالي نفسه إذا ما صحت هذه الرواية..
والواقع أن ذلك سيتطلب من الإيسكوبار دفع مبلغ مالي مهم تجاوز ربما 600 مليون سنتيم إلى شخصية حكومية بوساطة من صاحب الفيلا المعلومة..
طبعا أقول هذا وأنا أفترض أن ما ترويه بعض المصادر المقربة من هذا الملف صحيح..
أكثر من هذا، كان الإيسكوبار يريد الترحيل إلى بلده بأي ثمن..
“أنا قادر على حل جميع مشاكلي وحتى هذه العقوبة السجنية الطويلة سأجد لها حلا، فقط رحلوني إلى بلدي”..
هكذا قال الإيسكوبار “تقريبا” للوسيط المعلوم ولو أننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الشخصية الحكومية توصلت بهذا المبلغ المالي المهم أم أن الأمر مجرد نصب واحتيال لا غير من طرف الوسيط المعلوم؟
ومع ذلك يبقى كل هذا مجرد تفاصيل صغيرة أمام ما هو أخطر من ذلك..
وأقصد هنا هذا الثمن الباهظ الذي دفعته بلادنا من سمعته بسبب هذا “الفساد الكبير” الذي كانت تقوده شخصيات سياسية من داخل مؤسسات الدولة..
شخصيا لم أفهم كيف أن الحدود مغلقة مع الجزائر لكنها مفتوحة على مصراعيها أمام شبكة بيوي ومن معه..
ثم إن بيوي ليس رئيس جهة فقط..
إنه يكاد يكون رئيس حكومة محلية في جهة ذات حساسية خاصة..
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، ذلك أننا سمعنا حتى عن هروب برلماني مغربي نحو الجزائر عقب هذه الاعتقالات التي طالت قياديين في “حزب الدولة”..
بقي فقط أن أقول:
إن بيوي والناصري ومن معهما من المعتقلين لم يخسروا أي شيء لأن معظم هؤلاء كانوا مجرد “حباسة” عادوا الآن إلى أصلهم..
كما أن موثقا من هذه الشبكة سبق أن باع كنيسة روسية بأوراق مزورة وكاد أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية مع العم بوتين..
الذي خسر، حقيقة، هو الوطن وهو صورة الوطن الذي تسامح مع دخول مثل هذه البروفايلات إلى مفاصل الدولة حتى أصبح مسؤولون كبار في الدولة يخشون هؤلاء الصغار.