الخبر من زاوية أخرى

عبد العزيز بنزاكور.. رحيل النقيب “الزاهد”

عبد العزيز بنزاكور.. رحيل النقيب “الزاهد”
مصطفى الفنمصطفى الفن

عن سن ال80، انتقل، اليوم، إلى عفو الله ورحمته، عبد العزيز بنزاكور النقيب الأسبق لأكبر هيئة محامين بالمغرب، الذي شغل أيضا منصب وسيط المملكة..

وكان السيد بنزاكور، قبل بضعة أشهر، دخل في وضعية صحية “حرجة”..

وهي وضعية لم يعد معها السيد بنزاكور قادرا حتى على الرد على المكالمات الهاتفية..

بل إن مهمة الرد على المكالمات الهاتفية الواردة على الوالد سيتكفل بها الابن..

بنزاكور هو واحد من المحامين الذين ترافعوا في محاكمات وفي ملفات “سياسية” ساخنة في عهد “المواجهة” بين أحزاب الحركة الوطنية وبين نظام الراحل الحسن الثاني..

لكن هذا الدفاع عن معارضي الراحل الحسن الثاني لم يمنع الرجل من أن يظل محافظا على “الصواب” مع الكيفية التي تدور بها عجلة “السيستيم”..

وربما لهذا السبب وجد الراحل بنزاكور عناية “استثنائية” من طرف الراحل الحسن الثاني عندما داهمه مرض عضال اضطر معه إلى رهن منزله وإلى السفر على عجل إلى الديار الفرنسية في رحلة علاج فاقت السنة..

كما أن كل من عرف السيد بنزاكور، عن قرب، إلا ويشهد له بالعفة وبالوقار وبنزاهة الذمة حتى أنه رفض أن يترافع في أي قضية من القضايا طيلة ثلاث سنوات من قيادته لهيئة المحامين بالدار البيضاء..

بنزاكور فعل هذا حتى يظل “حكما” بين الجميع وحتى لا تتضارب المصالح إذا ما حصل نزاع بين الدفاع وبين المرتفقين..

بل إن الرجل اعتذر عن الإقامة في فندق شهير بباريس على نفقة الراحل الحسن الثاني أثناء رحلة العلاج وفضل الإقامة في شقة متواضعة اكتراها من ماله الخاص..

والذين لا يعرفون السيد بنزاكور لا بأس أن أذكرهم بأن هذا الخبير القانوني كان، في الأصل، مناضلا “شيوعيا” محبا للحياة وواحدا من قادة حزب الراحل علي يعتة..

لكن الذي وقع هو أن طارئا غير متوقع قلب حياة الرجل رأسا على حتى أنه كاد أن يقطع صلته بالأرض بعد أن ربط صلته بالسماء..

أكثر من هذا، لقد كاد الراحل أن يتفرغ إلى العبادة وإلى كل ما هو روحي في أواخر العمر..

وقد يكون وقع هذا بعد أن دفن السيد بنزاكور ثلاثة من أشقائه في يوم واحد وفي ثلاثة قبور متجاورة ذات عام أكيد هو “عام حزن” حقيقي بالنسبة إليه..

ولأن الفقيد نقيب، لا بأس أذكر بأن الملك محمد السادس لديه تقدير خاص لأصحاب البدلة السوداء حتى أن جلالته كان ينادي محمد الطيب الناصري ب”السيد النقيب ” رغم أن محمد الطيب الناصري كان وقتها وزيرا للعدل في حكومة عباس الفاسي..

بقي فقط أن أقول:

رحم الله الفقيد عبد العزيز بنزاكور وأسكنه فسيح جنانه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.