الخبر من زاوية أخرى

لماذا لم يفعل ساركوزي ما فعله ترامب حول الصحراء المغربية؟

لماذا لم يفعل ساركوزي ما فعله ترامب حول الصحراء المغربية؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

لم تكن علاقتنا، يوما ما مع فرنسا، خطا مستقيما أو بالأحرى لم تكن “سمنا على عسل” كما يقال..

وهذا هو واقع الحال سواء في عهد الراحل الحسن الثاني أو في العهد الجديد مع مجيء الملك محمد السادس..

بمعنى أن علاقتنا مع فرنسا كانت دائما علاقة أزمات وعلاقة توترات بعضها معلن والبعض الآخر غير معلن..

بل إن علاقتنا مع فرنسا كانت دائما علاقة مستعمر سابق لازال يتصرف “ربما” بنفسية أي “مستعمر حالي”..

لكن هذا لا يمنع من القول إن العلاقة بين باريس والرباط عرفت “فترة ذهبية” حتى مع وجود هذه السنوات الطويلة من الأزمات والتوترات..

وهذه “الفترة الذهبية التي كانت فيها علاقاتنا جيدة مع باريس هي تلك التي كان فيها فرنسوا هولاند رئيسا لفرنسا وليس نيكولا ساركوزي”..

وهذا ما قاله لي شخصيا عبد الإله بنكيران ذات لقاء سابق نقلا عن مستشار ملكي وازن خلال حديث دار بينهما..

حصل هذا رغم أن ساركوزي هو صديق كبير للمغرب وللمغاربة وواحد من ضيوفنا الكبار الذين كانوا ولا زالوا يترددون باستمرار على بلدنا..

ورأيي أنه كان المفروض أن تكون أحسن العلاقات مع فرنسا في عهد ساركوزي وليس في عهد هولاند..

طبعا ما كنت لأذكر بهذا الماضي لولا أن المناسبة شرط في هذا الحاضر..

والمناسبة هي هذه التصريحات التي أطلقها ساركوزي يمينا وشمالا في سياق الإشادة والدفاع عن المغرب وعن مؤسسات المغرب وعن القضايا العادلة للمغرب..

لكن السياسة هي ليست فن الممكن فقط..

السياسة هي أيضا فن التوقيت وليس بعد مغادرة السياسة ومغادرة كرسي الرئاسة بالجمهورية الخامسة بفضائح وتهم ثقيلة قد تؤدي إلى السجن..

بصيغة أخرى، ما الذي كان يمنع ساركوزي من أن يكون مثل “دونالد ترامب” ويعلن رسميا ومن رئاسة الجمهورية الفرنسية عن قرار يبلغ إلى الأمم المتحدة فيه اعتراف صريح بأن بالصحراء مغربية؟

“أكيد” لا شيء كان يمنع هذا “التاجر” العابر للحدود سوى أنه كان يخشى أن يعرض مصالح الفرنسيين إلى الخطر وربما أيضا حتى لا يقلق “جنيرلات” الجزائر الشقيقة.