قضية مدونة الأسرة.. هذا ما قاله البعض عن “صداق” المرأة

عمل شاق ومتعب ذلك الذي تقوم به اللجنة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة..

ساعات مطولة وجلسات مطولة مع شخصيات كثيرة وجمعيات كثيرة وهيئات كثيرة نوقشت فيها كل القضايا بلا خطوط حمراء..

وتبتدئ هذه القضايا من زواج القاصرات إلى تعدد الزوجات مرورا بقضية الحضانة وأطفال الطلاق والولاية والإرث وتدبير الأموال المشتركة بين الزوجين وقضايا أخرى كثيرة..

ولأن سقف الحرية عال داخل هذه اللجنة، فقد سمعنا عن وجود آراء كثيرة ووجهات نظر كثيرة إلى حد التناقض والتصادم من كل القوى والفعاليات التي استمعت إليها اللجنة..

وإذا كان البعض دعا إلى تحصين ما هو موجود في هذه المدونة والإبقاء عليه، فإن هناك أصواتا أخرى ذهبت أبعد من ذلك في الاتجاه المضاد:

“هاذ الشي ديال الراجل كيعطيني الصداق لمرا خاصو يتحايد ويتحذف”..

أصحاب هذا الرأي عللوا ذلك بكون منح مبلغ مالي ك”صداق” مقابل الزواج بامرأة لا يخلو من “تسليع” للمرأة نفسها وربما فيه حتى مس باستقلاليتها وبكرامتها وبإنسانيتها..

فماذا أقول تعليقا على هذا الذي يروج في محيط اللجنة؟

لا شيء لأن الأهم ليس هو أن ننقط لبعضنا البعض أو نمارس الوصاية على بعضنا البعض..

وظني أن المهم هو أن نستمع لبعضنا البعض وأن نتسامح مع بعضنا البعض في وطن لا ينبغي أن يضيق بآراء مواطنيه طالما أن القاسم المشترك بيننا هو الوطن.