الخبر من زاوية أخرى

“عظمة” أمريكا تفرض عليها أن تكون راعية للسلام لا راعية للحرب

“عظمة” أمريكا تفرض عليها أن تكون راعية للسلام لا راعية للحرب
مصطفى الفنمصطفى الفن

لم أكتب، منذ أيام، أي شيء عن العدو ولا عن مجازره وجرائمه في حق شعب غزة..

لم أكتب أي شيء لأني ما عدت قادرا على مشاهدة مشاهد انتشال الجثث المتفحمة من تحت الأنقاض..

وفعلا فلكي تكتب عن محرقة غزة وعن محنة أطفالها وعن آلام وبكاء نسائها وشيوخها..

ولكي تكتب عن الأشلاء البشرية المرمية فوق الأرض..

ولكي تكتب عن مشاهد القتل الجماعي للأبرياء تحت المنازل المنهارة..

نعم لكي تكتب عن كل هذا ينبغي أن تكون بقلب قاس كالحجارة أو أشد قسوة..

وربما ينبغي أن تكون أيضا بلا مشاعر وبلا ذرة من إنسانية..

وأعترف بأني ما عدت قادرا على تتبع أو رؤية كل هذه الفظائع وكل هذا الدمار الذي تشهده البشرية في قرنها ال21..

لكن يبقى أخطر ما وقع في هذه الحرب على غزة ليس هذه المجازر الجماعية التي استهدفت الحرث والنسل والبشر والشجر وكل شيء فوق الأرض..

أخطر ما وقع في هذه الحرب على غزة هو استعمال أمريكا لحق الفيتو في مجلس الأمن..

وقع هذا حتى لا تتوقف آلة الدمار والتدمير ولو لبضع ساعات لأسباب إنسانية في المقام الأول..

فماذا يعني هذا؟

هذا معناه أن الفلسطينييييين لا يواجهون “اااااإرهاااب” الكيان فقط..

الفلسطينيون يواجهون أيضا “إإإرهاااابا” آخر وعدوا آخر هو أقوى و”أعظم”..

وهذا منتهى السقوط والتوحش لأن “عظمة” أمريكا هي مسؤولية وتفرض عليها أن تكون راعية للسلم والسلام وليس راعية للحرب والدمار.