انتخابات المحامين بالدار البيضاء.. العملية تجري وسط فوضى استثنائية
“أتواجد” الآن بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء..
وقد جئت لأتابع وقائع العملية الانتخابية لاختيار نقيب المحامين لأكبر هيئة بالمغرب..
وأستطيع أن أقول وبدون أي تردد إننا فعلا أمام فوضى استثنائية غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات لهذه الهيئة..
بعض المحامين يقولون إن هذا “الانفلات” مقصود وربما مدبر بليل لخدمة مآرب أخرى وأيضا لحاجة في نفس بعض النقباء..
وقد لا أبالغ إذا قلت إن الأجواء هنا أشبه بالمحطة الطرقية “أولاد زيان” ليلة عيد الكبير..
طبعا لن أتحدث عن محنة المحامين المسنين والمرضى الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى مكتب تصويت يتيم تعطلت فيه عملية التسجيل أكثر من مرة..
كما لن أتحدث عن المحامين الذين عادوا من حيث أتوا دون أن يصوتوا “احتجاجا” ربما على هذه الفوضى غير الخلاقة..
وهذا هو المتوقع لأن العملية الانتخابية شبه متوقفة.. ولأن السقف الزمني للانتظار غير معروف ومفتوح ربما على المجهول..
ثم إن عملية التأكد من هوية قرابة 5 آلاف محام هي أكبر من أن يقوم بها موظف واحد أو اثنان في مكتب تصويت واحد لا ثاني له..
يحصل كل هذا رغم أن الأمر يتعلق بشأن انتخابي يهم جسما غير عادي ويهم جسما هو في الأصل شريك أساسي ولا غنى عنه في معركة البناء الديمقراطي ودولة المؤسسات..
في كل الأحوال، رحم الله ذلك الزمن الجميل الذي كانت فيه مهنة المحاماة مهنة “الزهاد” و”المتصوفة”..
أما اليوم فقد أتى حين من الدهر على هذا المهنة أصبح معه حتى “غير المحامين” يحلمون بأن يكونوا “نقباء” على خيرة النقباء وعلى خيرة المحامين.