نبيلة منيب وتيودور هيرتزل..
لا أدري أين قرأت خبرا صادما قبل يوم أو يومين..
وجاء في هذا الخبر أن مطعما بالدار البيضاء يسمى “هيرتزل” هدد بمقاضاة الأمينة العامة السابقة لحزب “الاشتراكي الموحد” نبيلة منيب..
حصل هذا لأن نبيلة منيب ذكرت هذا المطعم بالاسم في مداخلة لها بلجنة الخارجية بمجلس النواب..
بل إن منيب لم تتقبل أن تسمح السلطات المغربية بفتح مطعم يحمل اسم مؤسس “الدولة الصهههههيونية” تيودور هيرتزل..
لكن يبقى الصادم في هذا الخبر هو أن المطعم ارتكب جريمة متكاملة الأركان..
لماذا؟
لأنه تورط في تصوير وتسريب ونشر صور لنبيلة منيب باعتبارها زبونة من زبناء المطعم دون موافقتها ودون علمها..
وهذا اعتداء إجرامي فادح وانتهاك صارخ لخصوصية امرأة مغربية من حقها أن تذهب إلى أي مطعم باعتبارها مواطنة وليس باعتبارها برلمانية..
ثانيا، من أعطى “الحق”لصاحبة هذا المطعم، سواء كانت مسلمة أو يهودية أو بلا دين، بأن تصور وتنشر صورا مسيئة لزبنائها بدون علمهم وبدون موافقتهم؟
ثم ما الغاية من تصوير حميمية الزبناء ووضع كاميرات “سرية” فوق رؤوسهم من داخل المطعم عوض أن تكون الكاميرات في مدخل المطعم؟
كما أننا لا نعرف ما إذا كانت المصالح والأجهزة التابعة للعمالة والولاية ومجلس المدينة على علم بأن مطعما غريب الاسم يصور زبناءه في أوضاع قد لا تعجب هؤلاء الزبناء أو قد تخلق لهم مشاكل إذا تسربت بهذه الكيفية المغرقة في الإساءة..
سؤال آخر ينبغي طرحه:
هل نسق أصحاب هذا المطعم مع النيابة العامة قبل تصوير نبيلة منيب أم أنهم فضلوا أن يستعملوا “شرع اليد” عبر هذا التطاول وهذا الاعتداء على الحياة الخاصة لامرأة مغربية محترمة مهما كان الاختلاف معها..؟..
أكثر من هذا، أصحاب هذا المطعم أبانوا عن بساطة تقترب من السذاجة وربما من قلة المعرفة أيضا عندما هددوا بمقاضاة برلمانية هي أصلا محصنة بالقانون، والقانون نفسه يسمح لها بهذا الدور الرقابي..
بل إن أصحاب هذا المطعم نسوا أن من حق منيب أن تقول أي شيء وأن تتحدث عن أي شيء وأن تنتقد أي شيء داخل قبة البرلمان لأن كل هذا هو من مهامها ومن وظيفتها..
وأنا شخصيا، أتفق، على طول، مع نبيلة منيب في تساؤلها العادي والطبيعي عندما رأت شيئا غير عادي وغير طبيعي وأثار استغرابها خاصة في هذا الظرف الإقليمي والدولي غير العادي وغير الطبيعي..
وبالطبع، من منا لا يفعل ما فعلته نبيلة منيب إذا ما صادف في طريقه مطعما يحمل اسم “هتلير”..
وأنا سأفترض حسن النية وأقول إن أصحاب المطعم استوحوا ذلك الاسم من طباخ مغربي يدعى هيرتزل..
لكن الذي أعرف أن المغاربة لا يعرفون سوى الطباخ رحال السلمي رحمه الله ولا يعرفون ربما أي طباخ مغربي اسمه هيرتزل.