صفقة تحلية المياه بالدار البيضاء.. هكذا يهيج أخنوش المغاربة ويدفعهم إلى اليأس والإحباط
ماذا يقع في المغرب بالتحديد؟
أطرح هذا السؤال لأني لم أفهم كيف يخرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج ضد صحافي من أولاد الشعب..
لكنهم يلتزمون الصمت وهم يرون كيف يمنح رئيسنا في الحكومة لنفسه صفقة فاقت 800 مليون أورو..
وأتحدث هنا عن صفقة محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء والتي فازت بها، أمس أو أول أمس، شركة من شركات الهولدينغ العائلي للسيد عزيز أخنوش..
حصل هذا بعد أن تنافست أكثر من شركة على هذه الصفقة قبل أن “يتنازع” بعضها أو “ينسحب” البعض الآخر في ظروف غامضة..
المثير أيضا أن شركة رئيسنا في الحكومة التي فازت بصفقة القرن في مجال تحلية مياه البحر هي ربما شركة طارئة على هذا التخصص التقني وليست لها أي تجربة سابقة في مجال تحلية مياه البحر إذا ما صحت هذه المعلومة..
لكن المشكل هو أخطر من ذلك بكثير..
لماذا؟
لأن الأمر لا يتعلق هنا بتنافس شفاف وشريف طالما أن السيد عزيز أخنوش الفائز بالصفقة هو رئيس الإدارة المغربية بكاملها بما فيها ربما حتى هذه اللجنة التي حددت لائحة الشركات الفائزة..
وظني أن فوز السيد عزيز أخنوش من موقع رئاسة الحكومة المغربية بأكبر صفقة لتحلية المياه في القارة الإفريقية بكاملها هو ليس تنازع أو تضارب مصالح أو لهطة أو جشعا فقط..
فوز السيد عزيز أخنوش بهذه الصفقة العظمى في زمن غلاء الأسعار وغلاء “المازوط” وفي هذا الظرف الحساس والمتوتر هو بالتأكيد لعب بالدستور وبالقانون وتهييج لفقراء الناس..
وهو أيضا استفزاز وتحريض المغاربة لدفعهم إلى الإحباط وإلى اليأس وإلى فقدان الثقة في الغد وفي المستقبل وربما حتى في بلدهم..
أكثر من هذا، رئيسنا في الحكومة “منح” لنفسه ولشركاته صفقة ب800 مليون أورو كاملة غير منقوصة في وقت يرفض فيه سعادته حتى مجرد “زيادات” طفيفة من 100 درهم للأساتذة وللمعلمين وللأرامل وللأيتام..
وأنا أحرر هذه التدوينة، تذكرت الآن ذلك “القصف” و”الإرهاب” والترهيب” الذي مورس على رئيس حكومة سابق لكي يتنازل عن مجرد “سونتر كوبي” بئيس وبلا زبناء ولا يتعدى ربما رأسماله ألفين درهم أو أقل من ذلك بكثير..
لكن ماذا يعني أن يغامر رئيس حكومة بالتنافس على صفقات بملايير الملايير لإدارات ومؤسسات هو رئيسها في نفس الوقت؟
هذا معناه أننا ماضون ربما إلى المجهول حتى لا أقول شيئا آخر.