الخبر من زاوية أخرى

المرزوقي أو الصديق الكبير للمغرب “ممنوع” من دخول المغرب!..

المرزوقي أو الصديق الكبير للمغرب “ممنوع” من دخول المغرب!..
مصطفى الفنمصطفى الفن

من هو منصف المرزوقي؟

هذا ليس فقط رئيسا سابقا لتونس الشقيقة في زمن الربيع العربي..

منصف المرزوقي هو أيضا عاشق للمغرب..

وقريب من المغرب..

وداعم لقضايا المغرب حتى لا أقول إن الرجل مع المغرب مهما كانت أحوال الطقس..

وربما يمكن القول أيضا إن منصف المرزوقي، هو بلا شك، مغربي الهوى والروح والقلب..

وبالفعل، فكل شيء على الأرض يؤكد هذه الحقائق الميدانية..

ويكفي أن نذكر في هذا المنحى أن المرزوقي عاش جزءا من حياة الشباب في طنجة وحصل على شهادة البكالوريا بمدارسها..

أما والد المرزوقي فقد عاش ربما أكثر من 30 سنة هنا بالمغرب..

وحتى عندما غادر المرزوقي رئاسة تونس وحل ضيفا على شبيبة فاعل سياسي بالمغرب، فإن مسؤولي البرتوكول الملكي هم الذين “تسلموا” المرزوقي من المطار:

“عفاكم سيروا افحالكم لأن السي المرزوقي راه ضيف ديال سيدنا”..

هكذا قيل لمسؤولي هذه الشبيبة الحزبية الذين كانوا ينتظرون وصول المرزوقي للمشاركة في أحد ملتقياتهم الوطنية بمراكش..

ولن أتحدث في تفاصيل أخرى لها صلة بالكرم الملكي وبالديبلوماسية الملكية وبالتقدير الملكي وبالاحترام الملكي لضيوفه الكبار..

طبعا ما كنت لأذكر بكل هذه الوقائع من الماضي لولا أن بعض الوقائع من هذا الحاضر تصيب بالإحباط وباليأس..

أو دعوني أقول بصيغة أخرى:

ثمة “أناس” لا يجدون ربما أي حرج في أن ينسفوا، بجرة قلم، كل ما بناه رأس الديبلوماسية ورأس الدولة في المغرب..

وجاء في تفاصيل هذه القضية هو أن “شخصية ما” أو “جهة ما” لا علاقة لها ربما بالديبلوماسية “منعت” “المغربي” المنصف المرزوقي من الدخول إلى المغرب لزيارة بعض أقاربه هنا بوطنه الثاني أو بالأحرى بوطنه الأول أيضا..

لكن ما هو سبب هذا “المنع” الذي اتخذ شكلا “ناعما”؟

لقد اشترطوا على صديق كبير للمغرب، إذا أراد أن يزور أقاربه بالمغرب، هو ألا يتحرك وألا يصرح لأحد وألا يتحدث إلى أحد وألا يزور أحدًا أو يزوره أحد..

وظني أن هؤلاء الذين اشترطوا، مثل الشروط المجحفة في حق مناضل يساري سبق أن توسط له نيلسون مانديلا للإفراج عنه من سجون بنعلي، أساؤوا كثيرا إلى وطنهم..

لماذا؟

لأن مثل هذه الشروط التعجيزية لا يمكن أن تخطر ربما حتى على بال مسؤولي كوريا الشمالية..

أما منصف المرزوقي فهو يعيش حاليا حالة إحباط حقيقي بعد هذا “المنع” الذي لم يكن في الحسبان..

وقد اشتكى المرزوقي لبعض المغاربة وحال لسانه يكاد ربما يقول أيضا:

“نعم أنا جد محبط خاصة أن مصدر هذا الألم هو بلد عظيم اسمه المغرب..

وربما كان ممكنا ألا أشعر بأي ذرة من إحباط لو أن الجزائر أو أي بلد آخر هو مصدر ألمي”..

بقي فقط أن أقول:

رجاء، رحمة بهذا الوطن العزيز لأن خسران القضايا العادلة تبدأ دائما بالخسران “المجاني” للحلفاء وللأصدقاء خاصة إذا كانوا بعلاقات ممتدة في كل اتجاه.